نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 306
فكذلك الكنوز من جواهر الأرض النفيسة ، ولما شبهها عليه الصلاة والسلام بأفلاذ الكبد من الوجه الذي ذكرناه جعل الأرض عند إخراجها كأنها تقيأت ودسعت [1] بما استودعته منها . وفي قوله عليه الصلاة والسلام : " تقئ الأرض أفلاذ كبدها " زيادة فائدة في المعنى المراد ، وهو وصف الأرض بالمبالغة في إخراج كنوزها حتى لا يخفى منها خافية ، ولا يبقى باقية ، وذلك كما يقول القائل : قد تقيأ فلان كبده إذا أراد المبالغة في وصفه باستيعاب جميع ما في جوفه [2] وذلك معروف في كلامهم ، وموضوع على قاعدة العرف بينهم [3] . 232 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في حديث : " من قال كذا وكذا [4] غفر له ولو كان عليه طفاح [5] الأرض ذنوبا " وهذه استعارة ، والمراد : ولو كان عليه ملء الأرض ذنوبا ،
[1] دسعت : دفعت وأخرجت ، وقد سبق مثلها قريبا . [2] ومثل ذلك ما يقوله الناس الآن عن الذي يتقيأ كثيرا حيث يقولون : " رمى لحم بطنه " مبالغة في كثرة القئ ، وفي قوله صلى الله عليه وسلم : " تقئ الأرض " إشارة إلى أنها تخرج كنوزها بأمر الله تعالى . [3] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية ، حيث شبه إخراج كنوز الأرض بالتقيؤ ، بجامع الاخراج الاضطراري في كل ، واشتق من التقيؤ بمعنى الاخراج الاضطراري ، تقئ بمعنى تخرج مضطرة ، على طريق الاستعارة التبعية . [4] كذا وكذا : كناية عن القول الذي يقوله المؤمن فتغفر له ذنوبه ، وهذا القول هو ( لا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ) في بعض الأحاديث ( وسبحان الله وبحمده ) ماية مرة في بعض الأحاديث البخاري . والجامع الصغير [5] قال في القاموس : طفاح الأرض بالكسر : ملؤها .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 306