responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 299


ومنه سمى الغبيط ، وهو مركب من مراكب النساء ، فكأنه عليه الصلاة والسلام شبه لزوم الحمى له بلزوم القتب ظهر الراحلة ، لأنه إذا ألزم ظهرها عقره ، وأكثر دبره [1] ، ويقال : قتب معقر [2] : إذا عض الغارب ، وأدمى المناكب [3] ، فكذلك الحمى إذا دام لبثها على الانسان هاضت [4] متنه ، وحسرت قوته [5] .
226 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " خير الناس في آخر الزمان النومة " [6] وهذا مجاز ، والمراد بالنومة هاهنا :
الرجل الخامل الشأن الخفي المكان ، لا الكثير النوم على الحقيقة .
ومثله الحديث الآخر : " رب ذي طمرين لا نومة له لو أقسم على الله لابر قسمه " [7] . لان الخاشع العابد ، والمنقطع الزاهد ، كثيرا



[1] عقره : جرحه ، والدبر : أثر الجراح .
[2] معقر : جارح .
[3] عض الغارب : الغارب هو ما بين السنام إلى العنق ، وعضه التأثير فيه تأثيرا شديدا ، والمناكب : جمع منكب وهو الكتف ، وإدماؤها جرحها حتى تدمى .
[4] هاضت : أضعفت ، والمتن : الظهر ، والمراد به هنا الجسم كله أو قوته
[5] حسرت قوته ، قللتها . ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية ، حيث شبه دوام الحمى بإغباط الرحل على ظهر البعير بجامع التأثير الشديد وإحداث الضرر ، واشتق من الاغباط بمعنى الإدامة ، أغبطت بمعنى دامت .
[6] النومة : النائم أو كثير النوم .
[7] الطمر : الثوب البالي ، والنومة : المرة من النوم ، والمراد أنه فقير لا يجد مكانا ينام فيه نومة واحدة ، وقد فسرت النومة في الطبعة السابقة بخمول الذكر ، وهذا التفسير لا يطابق معنى الحديث ، لان المعنى عليه يكون هكذا . " رب ذي طمرين لا خمول ذكر له لو أقسم على الله لابر قسمه " فنفى خمول الذكر لا يناسب المعنى الذي ورد فيه الحديث ، والمناسب ما ذكرناه . وقد ورد في اللغة " ماله نيمة ليلة " أي ماله موضع مبيت ليلة ، ومعنى لو أقسم على الله لابر قسمه : أي لو دعا الله ملحا في الدعاء لاجابه إلى ما يطلب .

نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 299
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست