نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 287
الاقدام على الحقيقة ، وإنما المراد أنهم كانوا من خمول الذكر ، وغموض القدر ، بحيث يشبهون بالشئ الموطوء لذلته ، والمنبوذ لبذلته [1] . 218 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في الكتاب الذي كتبه لصاحب دومة [2] ، وهو المعروف بأكيدر منصرفه [3] صلى الله عليه وآله من غزوة تبوك : " إن لنا الضاحية من البعل ، ولكم الضامنة من النخل " ، وفي رواية أخرى : " إن لنا الضاحية من الضحل ، ولكم الضامنة من النخل " . والضحل : الماء القليل ، والرواية الأولى أصح : والضاحية من البعل : هي النخيل التي في ضواحي البلدة وصحاريها ، والبعل : اسم لما شرب الماء بعروقه من الأرض ولم يتعهد كغيره بالسقي . قال عبد الله بن رواحة : هنا لك لا أبالي طلع بعل * ولا سقى وإن عظم الاناء ويروى : نخل بعل ، وقوله عليه الصلاة والسلام : " ولكم
[1] البذلة والمبذلة : بوزن مكنسة ، الشئ الذي لا يصان ، والبذلة هنا مصدر بمعنى الابتذال ، أي لابتذاله . ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارتان تصريحيتان : 1 - حيث شبه كرام الناس وأشرافهم بالوعول في امتناعها وعدم الوصول إليها 2 - حيث شبه أصاغر الناس وأراذلهم بأصل المكان في ابتذاله ، وكونه في متناول كل أحد ، واستعمل لفظ المشبه به في المشبه . [2] هي دومة الجندل ، وهي مكان قرب تبوك . [3] منصرف : اسم زمان من انصرف : أي وقت انصرافه من غزوة تبوك .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 287