responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 271


210 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في دعاء كان يدعو به : " رب تقبل توبتي واغسل عنى حوبتي " وهذه استعارة ، والحوبة والحوب [1] : المأثم ، والمراد أحط عنى وزرى ، وتغمد ذنبي وخطيئتي ، ولكن المعصية لما كانت كالدرن [2] الذي يصيب الانسان ، فيفحش أثره ، ويقبح منظره ، أقام عليه الصلاة والسلام إماطة وزرها ، وإسقاط إثمها مقام غسل الأدران ، وإماطة الأدناس لان الانسان بعدها يعود نقى الأثواب ، طاهرا من العاب [3] . وهذا الدعاء من النبي عليه الصلاة والسلام على وجه التعبد والخضوع ، والتطامن والخشوع ، لا أن له عليه الصلاة والسلام حوبة يستحط وزرها ، ويستغسل درنها ، أو يكون قوله عليه الصلاة والسلام ذلك على طريق التعليم لامته كيف يتوب العاصي ، وينيب الغاوي ، ويستأمن الخائف ، ويستقيم الجانف [4] . والسبب الذي لأجله قلنا إن الأنبياء عليهم السلام لا يجوز أن يواقعوا المعاصي ، ويقدموا على المغاوى ، أن الحكيم تعالى إذا أرسل رسولا جنبه كل ما ينفر عنه ،



[1] الحوب : بضم الحاء الذنب والاثم ، قال تعالى " إنه كان حوبا كبيرا " أي إثما ، وكذلك الحوب بفتح الحاء وسكون الواو ، والمأثم : مصدر ميمي بمعنى الاثم ، وهو ارتكاب الذنب .
[2] الدرن : الوسخ والقذر .
[3] العاب والمعاب والمعابة : العيب .
[4] يقال جنف : من باب ضرب فهو جانف ، أي مال وجار من الطريق المستقيم ، فهو جائر .

نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 271
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست