نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 269
209 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " تمسحوا بالأرض فإنها بكم برة " ، وهذه استعارة ، والمراد بقوله : " فإنها بكم برة " يرجع إلى أنها كالأم للبرية لان خلقهم ومعاشهم عليها ، ورجوعهم إليها ، فلما كانت الأرض تسمى أما لنا من الوجوه التي ذكرناها كان قوله عليه الصلاة والسلام : " فإنها بكم برة " يرجع إلى وصفها بالأمومة ، لأنهم يقولون : الأرض ولود ، يريدون كثرة إنشاء الخلق واستيلادهم عليها . وقال ذو الرمة في وصف الام بالبر ، وهو يذكر فراخ النعام : جاءت من البيض زعرا لا لباس لها * إلا الدهاس وأم برة وأب [1] والدهاس : الرمل . ولقوله عليه الصلاة والسلام : " تمسحوا بالأرض " وجهان : ( أحدهما ) أن يكون المراد التيمم منها في حال الطهارة وحال الجنابة . ( والوجه الآخر ) أن يكون المراد مباشرة ترابها بالجباه في حال
[1] الزعر : جمع زعراء ، وهي قليلة الريش ، والدهاس : النبات الذي لم يخضر بعد ، شبه الريش القليل الذي لم يتلون بالنبات الذي لم يخضر . والمعنى أن فراخ النعام خرجت من البيض بعد فقسها قليلة الريش ، لا يكسوها إلا الريش الذي لم يصل إلى درجة التلون وعطف أمها وأبيها . ويجوز أن يكون المراد بالدهاس الرمل كما قال الشريف ، فتكون فراخ النعام بعد فقسها اختلطت أجسادها برمل المكان الذي ولدت فيه .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 269