نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 251
بقية اللبن إليه ويكون كالمثابة له ، وإذا استنفد الحالب ما في الخلف أبطأ غزره [1] ، وقلص دره [2] . 200 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " ما نزل من القرآن آية إلا ولها ظهر وبطن ، ولكل حرف حد ، ولكل حد مقطع " وفي هذا الكلام استعارتان : ( إحداهما ) قوله عليه الصلاة والسلام : " ما نزل من القرآن آية إلا ولها ظهر وبطن " . وقد قيل في ذلك أقوال : منها أن يكون المراد أن القرآن يتقلب وجوها ، ويحتمل من التأويلات ضروبا كما وصفه أمير المؤمنين علي عليه السلام في كلام له ، فقال : القرآن حمال ذو وجوه ، أي يحتمل التصريف على التأويلات ، والحمل على الوجوه المختلفات . وقد ذكرنا هذا الكلام في كتابنا الموسوم بنهج البلاغة . ومن ذلك قول القائل : قلبت أمرى ظهرا لبطن ، أي صرفته وأدرته ، ليبين لي منه وجه الرأي فأتبعه ، وطريق الرشد فأقصده وأنشدنا أبو الفتح [3] النحوي رحمه الله قول الشاعر :
[1] الغزر : الكثرة ، وقلص : قل ، والدرا ، نزول اللبن في الضرع . [2] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية ، حيث شبه إبقاء بعض اللبن في الضرع بدعوة اللبن بجامع حصول اللبن بسببه ، واشتق من الدعوة داع بمعنى جالب على طريق الاستعارة التبعية . [3] هو أبو الفتح بن جنى ، وقد سبق للشريف أن تكلم عنه في هذا الكتاب .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 251