نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 237
عليه الصلاة والسلام جعل صوم الشتاء غنيمة باردة ، لان الصائم يحوز فيه الثواب الجزيل والخير الكثير ، بلا معاناة مشقة ولا ملاقاة كلفة ، لقصر نهاره ، وعدم أواره [1] . وقد قيل أيضا : إنما وصف الصوم في الشتاء بأنه غنيمة باردة لبرد النهار الذي يقع الصيام فيه ، وأنه بخلاف نهار الصيف الذي يشتد فيه العطش وتطول المخامص [2] ويقصر ليله عن القيام بوظائف العبادة التي تحمد عقبى ، وتقرب إلى الله زلفى . والشتاء على خلاف هذه الصفة ، لقصر نهار الصائم ، وطول ليل القائم [3] . 192 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " اتقوا الله في النساء فإنهن في أيديكم عوان " . وهذا مجاز لأنه عليه الصلاة والسلام جعل النساء عند أزواجهن بمنزلة الاسراء ، وذلك لأن المرأة تجرى على أحكام الرجل في الصدور والورود والوقوف والخفوف ، فهي راسفة [4] في أقياد حصره ، وناشبة [5] في حبائل نهيه وأمره .
[1] الأوار : الحرارة . [2] المخامص : جمع مخمصة ، وهي المجاعة : أي الجوع . [3] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث تشبيه بليغ حيث شبه الصوم في الشتاء بالغنيمة الباردة ، بجامع الحصول على الشئ بدون مشقة كبيرة أبو بدون مشقة أصلا . وحذف وجه الشبه والأداة . [4] راسفة : أي سائرة سيرا غير منطلق ، والأقياد جمع قيد ، والحصر : المنع ، فالرجل يمنع زوجته من الانطلاق في غير ما يراه نافعا لها ومصلحا لأمرها . [5] ناشبة : أي داخلة ، والحبائل جمع حبالة ، وهي ما ينصبه الصياد للصيد ، والمراد بها هنا حدود الأمر والنهي .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 237