نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 230
وقال بعضهم : الناموس من أسماء العلم [1] ، فيكون في الخبر إذا حملناه على هذا الوجه تقدير مضاف لدلالة الكلام عليه ، فكأنه عليه الصلاة والسلام قال : جبرائيل حامل علم الله ، أو صاحب علم الله ، والحذف إنما يحسن في الكلام إذا كان فيما يبقى دليل على ما يلقى ، كقوله تعالى : " واسئل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها " ، فلما كانت القرية ، والعير : لا تسئلان ، ولا تجيبان علم أن المطلوب غيرهما ، وأنه المضاف إليهما ، ولا يجوز على هذا : جاء زيد وأنت تريد غلام زيد ، لان المجئ قد يكون من الغلام ، كما يكون من صاحب الغلام ، فلا دليل في مثل هذا على المحذوف كما كان في الوجه الأول [2] . 186 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " بلغني عن فلان كلام تشذر لي [3] عن إيعاد " ، فوصف الكلام بالتشذر
[1] العلم : المراد به هنا الراية التي تدل على حاملها ومن على طريقته ، والتي يحملها المحارب في الحرب ومثل ذلك . [2] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث على التفسير الأول استعارة تصريحية حيث شبه جبريل بالمكان الذي يستجن فيه الصائد لأنه يخفيه كما يخفى جبريل عليه السلام ما أوحى الله به إلى أنبيائه ، واستعمل لفظ المشبه به في المشبه ، وعلى التفسير الثاني فيه مجاز بالحذف . [3] قال في القاموس : تشذرت الناقة : رأت رعيا فحركت رأسها فرحا ، وتشذر الرجل : تهدد وتغضب ، وتهيأ للقتال وتوعد ، وتسرع إلى الامر . ولكن المعنى الذي ذكره الشريف أليق بالحديث . والايعاد : التوعد والتهديد .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 230