responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 23


7 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " ويل لاقماع القول ويل للمصرين " [1] . وفي هذا الكلام مجاز واستعارة ، لأنه عليه الصلاة والسلام ، عنى به الذين يكثرون استماع الأقوال واختلاف الكلام . فيكون ذلك ثالما [2] في دينهم ، وقادحا في يقينهم ، فشبه عليه الصلاة والسلام آذانهم بالأقماع التي يفرغ فيها ضروب القول إفراغ المائعات . وهذه من أحسن العبارات عن هذا المعنى ، لان الآذان هي الطرق التي يوصل منها إلى الصدور ، والأنقاب [3] التي يدخل منها على القلوب ، فهي أبواب موصلة ، وطرق مبلغة . وقد حمل بعض العلماء هذا الحديث على تأويل غير مشبه لفحوى اللفظ ، لأنه قال المراد بذلك الذين تتكرر المواعظ على أسماعهم ، وهم مع ذلك مصرون على المعاصي ، وموضعون [4] في طرق المغاوى . وهذا القول ، وإن كان سائغا ، فإن الأشبه بظاهرها الكلام أن يكون على ما قدمت القول فيه من ذم من يجعل سمعه



[1] بقية الحديث : " الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون ، والله ما حسن الله خلق رجل وخلقه ، فتطعمه النار " ، وقد رواه الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة مرفوعا . انظر كشف الخفا ج 2 ص 340
[2] قال في القاموس : " ثلم الاناء والسيف ونحوه : كضرب وفرح وثلمه فانثلم كسر حرفه فانكسر " فيكون معنى " ثالما في دينهم " مشوها في دينهم وناقصا له .
[3] الأنقاب : جمع نقب وهو الثقب .
[4] موضعون : مسرعون ، ومن ذلك قوله تعالى : " ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة " .

نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست