نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 214
فلا تكثروا فيها الضجاج [1] فإنه * محا السيف ما قال ابن دارة [2] أجمعا أي أزاله وأبطله . وقوله عليه الصلاة والسلام : " فتلك مضمضة محت ذنوبه " مجاز آخر ، كأن القتل غسله من درن الذنوب . قال ابن السكيت : يقال : مصمصت الاناء ومضمضته بالصاد والضاد إذا غسلته . ويقال أيضا : ماص [3] الثوب بالصاد غير معجمة إذا غسله [4] . 175 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام لأصحابه : " اتبعوني تكونوا بيوتا " وهذا القول مجاز ، لأنه عليه الصلاة والسلام لم يرد بيوت الشعر وبيوت المدر [5] على الحقيقة . وإنما أراد أنكم تكونون لعلو أقداركم ، واشتهار أخباركم بيوتا ، أي شعوبا تقف نسبة أولادكم عندكم ، ولا تتجاوزكم إلى من فوقكم ، وهذا لا يكون إلا لنباهة الأب الأدنى ، واستغنائه بالنباهة عن الأب الاعلى ، كما يقال لمن ينسب إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام : " علوي ،
[1] الضجاج بكسر الضاد : المشاغبة والمشارة . [2] ابن دارة : شاعر هجا قوما فقتلوه فمحا قتله كل ما فاله في هجائهم . [3] الموص : الغسل اللين والدلك باليد ، ويقال منه ماص يموص . [4] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث تشبيه بليغ ، حيث شبه قتل النفس في الجهاد بالمضمضة التي تنظف . الفم والاناء بجامع المحو والاذهاب في كل . فالقتل يمحو الذنوب ، والمضمضة تمحو الدرن والقذر ، وحذف وجه الشبه والأداة . [5] المدر بفتح الميم والدال : قطع الطين اليابس .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 214