نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 201
وعرف طريقتهم ، وقد فسر أيضا قول الآخر : أنا ابن جلا وطلاع الثنايا * متى أضع العمامة تعرفوني [1] على مثل هذا المعنى ، فكأنه توعدهم عند إلقاء العمامة ببادرته ، وأن يفيض عليهم ما يستجمه [2] من مثابة سطوته . وقوله : تعرفوني ليس يريد العرفان الذي هو ضد الانكار ، وإنما أخرجه مخرج الوعيد ، وأطلعه مطلع التهديد ، كما يقول القائل لغيره إذا أراد هذا المعنى : ستعرفني أو أما تعرفني ، والمراد ستعرف عقوبتي ، أو أما تعرف غضبى وسطوتي [3] . 157 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " المجاهد من جاهد نفسه " وهذا مجاز ، والمراد من امتنع من مواقعة المعاصي
[1] يستجمه : أي يخزنه ويدخره ، وأصل المثابة من البئر منلغ جموم مائها أي اجتماعه ، أي ما يخزنه مما اجتمع من سطوته . [2] ابن جلا : هو الرجل الواضح الامر ، أي أنا رجل معروف أمرى مشهور بالقوة والردع ، وقد شرح الشريف وضع العمامة بمعنى ذهاب الحلم ، وهذا أحسن مما شرح به غيره من وضع العمامة معناه لبس لامة الحرب ، لأنه يريد أن يقول لأهل العراق : لا تخرجوني عن حلمي فإنني إذا خرجت عن حلمي عرفتم مبلغ تنكيلي بكم وبطشي . [3] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث تشبيهان بليغان ، حيث شبه الحبوة وهي ما يجمع به الساقان إلى الظهر من عصابة ونحوها ، بالحائط الذي يستند إليه الانسان فلا يميل ، ويكون ثابتا في مجلسه بجامع الثبات في كل ، وشبه العمامة بالتاج في كونها زينة الرأس كما أن التاج زينة الرأس وحذف وجه الشبه وأداته .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 201