نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 188
متفيعل من قولهم : فهق الغدير يفهق : إذا كثر ماؤه ، وطمت [1] جماته [2] . 147 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في وصية لمعاذ ابن جبل : " وأمت أمر الجاهلية إلا ما حسن " ، وهذه استعارة والمراد توصيته بأن يحيل أمر الجاهلية ، بنقض أحكامها وخفض أعلامها ، حتى ينسى ذكرها ، ويعفو أثرها ، فتكون كالميت الذي
[1] طمت : أي زادت وملأت ، والجمات : المياه الجارية في الغدير ، أي إذ زاد ماؤه . [2] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث على ما ذكره الشريف استعارتان تبعيتان في الثرثارون ، وفى المتفيهقون . أما الأولى : فقد شبه الرجل كثير الكلام المتكلف فيه بالنهر الثرثار الكثير الماء بجامع الكثرة في كل ، وأما الثانية : فقد شبه الرجل المتحذلق في كلامه الذي يخرج الحروف قوية في فمه حتى تكاد تملاه ، وتنفخ خديه ، بالغدير الذي يزيد فيه الماء حتى يملا جوانبه أو يكاد يسيل منها ، أو بالقصعة التي تمتلئ بالطعام وتفهق به حتى يكاد يجاوز جوانبها بجامع الامتلاء والزيادة في كل ، واستعيرت الثرثرة للكلام الكثير ، والفهقة : امتلاء الفم بالكلام ، واشتق من الثرثرة ثرثار ، ومن الفهقة متفيهق على سبيل الاستعارة التبعية . وفى الحديث استعارة أخرى لم يذكرها الشريف ، وهي الموطئون أكنافا : فإن المراد بهذه الجملة ، لينوا الأخلاق ، فشبه لين الأخلاق بتوطئ الجانب ، واشتق من التوطئ بمعنى اللين ، الموطئون بمعنى اللينون على سبيل الاستعارة التبعية . ويجوز أن تكون كناية فتكون جوانبهم موطئة حقيقة ، ولكن المراد لين الأخلاق ، فكنى عن لين الأخلاق بتوطئ الجانب .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 188