responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 186


145 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في وصف الفرس الذي جاء سابقا : " إنه لبحر " ، وهذا مجاز ، وربما طعن بعض الجهال بمناديح كلام العرب في هذا القول بأن يقول : كيف شبه عليه الصلاة والسلام سرعة جرى الفرس بالبحر والبحر راكد لا يجرى ، وقائم لا يسرى ؟ فجوابه أن يقال : إنما شبه عليه الصلاة والسلام اتساعه في الجرى باتساع ماء البحر ، ألا تراهم يقولون إنه لواسع الحضر [1] ووساع الخطو [2] يريدون هذا المعنى . والبحر في كلام العرب الشئ الواسع ، ومن هناك سموا البلدة المتسعة الأقطار بحرا ، وقد يجوز أن يكون المراد بتشبيهه بالبحر أن جريه غزير لا ينفد ، كما أن ماء البحر كثير لا ينضب . ويقال للفرس الكثير الجرى : بحر وفيض وسكب . وعلى هذا قول الشاعر :
* وفى البحور تغرق البحور * قيل أراد الخيل السابقة التي تسبقها خيل أسبق منها ، فقد بان أن التشبيه واقع موقعه ، وأن الطاعن فيه لم يفهم غرضه [3] .



[1] الحضر : ارتفاع الفرس في عدوه ، أي واسع مسافة ارتفاعه عن الأرض أثناء عدوه وجريه .
[2] أي واسع الخطو ، فوساع بمعنى واسع .
[3] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث تشبيه بليغ ، حيث شبه الفرس السابق بالبحر ، ووجه الشبه ارتفاع الفرس في عدوه كما يرتفع موج البحر ، وسهولة جريه كما يجرى ماء البحر سهلا لا يعوقه حاجز ، وحذف وجه الشبه والأداة .

نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 186
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست