نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 154
" يرفرف على رأسه " عبارة عن دنو هذه العلة منه فيكون بمنزلة الطائر الذي يرفرف على الشئ إذا هم بالنزول إليه والوقوع عليه [1] . بسم الله الرحمن الرحيم 116 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " وهل يكب الناس على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم " . وفي رواية أخرى : " على مناخرهم في النار . . . " ، وهذه من الاستعارات العجيبة ، والمراد بها أن أكثر معاثر الاقدام ومصارع الأنام إنما تكون بجرائر ألسنتهم عليهم ، وعواقب الأقوال السيئة التي تؤثر عنهم ، هذا في الدار الدنيا وعلى المتعارف بين أهلها ، والمتعالم من مجارى عاداتها . فأما في الدار الآخرة فيأخذون فيها بآثام الأقوال ، كما يؤخذون بآثام الافعال ، فيكبون على مناخرهم في أطوار العذاب وبين أطباق النيران ، نعوذ بالله منها . والعبارة عن هذه الحال بحصائد الألسنة من أحسن العبارات لأنه عليه الصلاة والسلام شبه
[1] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة مكنية وتبعية : حيث شبه الجذام وهو المرض المعروف الذي تتساقط منه أطراف الانسان بالطائر ، وحذفه ورمز إليه بشئ من لوازمه ، وهو الرفرفة على طريق الاستعارة بالكناية ، وشبه قرب المرض برفرفة الطائر ، واستعار من الرفرفة ، يرفرف بمعنى يقرب على طريق الاستعارة التبعية ، وإثبات الرفرفة ، إلى ضمير الجذام تخييل .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 154