نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 153
شربنا الغيظ حتى لو سقينا * دماء بنى أمية ما روينا وقد روى هذا الخبر على خلاف هذا اللفظ ، وهو قوله عليه الصلاة والسلام : " ما تجرع عبد جرعة أحب إلى الله من جرعة مصيبة يردها بحسن عزاء ، أو جرعة غيظ يردها بحلم " [1] . 115 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في خبر طويل روى عن أنس بن مالك سمعه منه صلى الله عليه وآله في ذكر منافع كثير من يقول الأرض ومضارها ، فقال عليه الصلاة والسلام عند ذكر الجرجير : " فوالذي نفس محمد بيده ما من عبد بات في جوفه شئ من هذه البقلة إلا بات الجذام يرفرف على رأسه حتى يصبح إما أن يسلم وإما أن يعطب " ، وهذا القول مجاز ، لان الداء المخصوص الذي هو الجذام لا يصح أن يوصف بالرفرفة على الحقيقة لأنه عرض من الاعراض ، وإنما أراد عليه الصلاة والسلام أن البائت على أكل هذه البقلة يكون على شرف من الوقوع من الجذام لشدة اختصاصها بتوليد هذه العلة ، فإما أن يدفعها الله تعالى عنه فتدفع ، أو يوقعه فيها فيقع ، وإنما قال عليه الصلاة والسلام
[1] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث تشبيه بليغ أضيف فيه المشبه به للمشبه كقولهم : ذهب الأصيل ، أي غيظ ، كأنه جرعة الدواء المرة التي يضيق الانسان يشربها ، فجعل الغيظ كأنه جرعة الدواء والصبر عليه كالصبر على تحمل مرارة الدواء .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 153