نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 131
ذلك الخبر صارت الاذن كأنها وافية بضمانها ، وخارجة من الظنة فيما أدته إلى لسانها ، وهذا من غريب المجازات [1] . 97 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " حسان حجاز بين المؤمنين والمنافقين ، لا يحبه منافق ، ولا يبغضه مؤمن " ، وفي هذا الكلام مجاز ، لأنه عليه الصلاة والسلام جعل حسان كالسياج المضروب بين حيزي الايمان والنفاق ، فمن كان في حيز الايمان أحبه ، ومن كان في حيز النفاق أبغضه . وذلك لما كان يظهر منه من المنافحة عن رسول الله صلى الله عليه وآله والاسلام بسيف لسانه ، ونوافذ أقواله ، فكان قوله يسر المؤمنين ويغبطهم ، ويسوء المنافقين ويزعجهم . وهذا الكلام عندنا في حسان متعلق بوقت مخصوص ، وهو زمن النبي صلى الله عليه وآله فأما حين ظاهر أمير المؤمنين [2] عليه السلام بعداوته ، ورماه بمعاريض [3] القول في أشعاره فقد خرج من أن يكون حجازا بين الايمان والنفاق ، وتحيز إلى
[1] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية ، حيث شيه تصديق الله تعالى لزيد بن أرقم بوفاء أذنه ، كأنها حققت ضمانها لما سمعت ، واشتق من الوفاء بمعنى التصديق ، وفت بمعنى صدقت على طريق الاستعارة التبعية . [2] هو الامام علي كرم الله وجهه . [3] معاريض القول : أي الأقوال غير الصريحة في نقد الامام على .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 131