نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 121
استعارة ، وأن ألوانها جاءت متساوية [1] ، فكأنما أفرغت في قالب واحد . وهذه من أحسن العبارات عن هذا المعنى ، وذلك كما يقول القائل منا إذا أراد أن يصف قوما متشابهين في الخلق والمناظر أو في الطبائع والغرائز : كأنما طبعوا على سكة [2] واحدة ، أو خلقوا من طينة واحدة [3] . 88 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " خير الخيل الأدهم [4] الأقرح [5] المحجل [6] ثلاثا ، طلق اليد اليمنى " ، وهذه
[1] فمعنى كونه قالب لون : أنها جاءت على لون واحد ، كما يقال صيغت في غالب واحد كما يقول الشريف . [2] السكة : حديدة منقوشة تضرب عليها الدراهم ، أي القالب الذي تصب فيه المعادن التي تصنع منها الدراهم على شكله ، يريد كأنهم طبعة واحدة لقالب واحد . [3] ما في الحديث من البلاغة : قال في القاموس : " وشاة قالب لون على غير لون أمها " وهذا مخالف لما ذكره الشريف ، فإنه جعل المعنى عكس ذلك وقال " وأن ألوانها جاءت متساوية " وقال صاحب النهاية في غريب الحديث " قالب لون " كأن لونها قد انقلب . فعلى ما ذكره الشريف يكون في الحديث استعارة ، حيث شبه خلق الغنم على لون واحد بضرب الدراهم في قالب واحد مثلا ، أما على رأى غيره فليس فيه استعارة ، وإنما الكلام هكذا ، فجاءت لونا مقلوبا عن لون أمها ، أي متغيرا عنه كأنما انقلب لونها من أسود إلى أبيض ، ومن أبيض إلى أسود وهكذا . [4] الأدهم : الأسود . [5] الأقرح : الذي في جبهته بياض قليل أصغر من الغرة . [6] المحجل : الذي في قوائمه بياض ويكون في رجلين ويد وفي رجلين فقط ، وفي رجل فقط ، ولا يكون في اليدين وحدهما بل يكون فيهما مع الرجلين ولا يكون في يد واحدة دون الأخرى إلا مع الرجلين . فمعنى المحجل ثلاثا : أي الذي بثلاث من قوائمه بياض ، هي الرجلان واليد اليسرى بدليل قوله طلق اليد اليمنى .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 121