نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 120
فقر نفس وضرع [1] خد ، فلا تسد مفاقره [2] كثرة ما جمع وعدد ، وعظيم ما أثل وثمر ، فكأنه يرى الفقر بين عينيه ، فهو أبدا خائف من الوقوع فيه ، والانتهاء إليه ، فلا يزال آكلا لا يشبع ، وشاربا لا ينقع [3] ، فمعه حرص الفقراء ، وله مال الأغنياء . وقال عليه الصلاة والسلام : جعل فقرا بين عينيه مبالغة في وصفه بتصور الفقر ، فكأنه قريب منه ، وغيره غائب عنه ، كما يقول القائل لغيره إذا أراد هذا المعنى : حاجتك بين عيني ، أي هي متصورة لي وغير غائبة عن قلبي [4] . 87 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في صفة شاء [5] ذكرها : " فجاءت به كله قالب لون غير واحد أو اثنين " ، وهذه
[1] يقال ضرع فلان إلى فلان : إذا ذل واستكان وخضع ، ونسبة الضرع إلى الخد أبلغ ، لان الخد هو موضع التكريم في الوجه ، فإذا كان ذليلا كان الجسم كله ذليلا ، وكانت النفس خاضعة مستكينة ، وهذا التعبير يستعمل عند الناس في هذه الأيام ، إذ يقولون : " جعل خده مداسا " ، أي مكان الدوس والوطئ بالاقدام . [2] المعاقر : اللهوات ، وهي داخل الفم ، أي لا يملا فمه . [3] لا ينقع : أي لا يرتوى ، يقال نفع الماء غلة العطشان : أي رواه . [4] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث مجاز مرسل علاقته المحلية ، حيث أريد بالدنيا أعراضها والدنيا محلها ، واستعمل لفظ المحل في الحال فيه . [5] الشاء جمع شاة : أي في صفة شياه ذكرها ، وهذه الشياه هي التي رعاها موسى عليه السلام لشعيب عليه السلام ، وكان رعيها ثماني حجج مهرا لابنته التي تزوجها موسى عليه السلام ، وقد سمح شعيب لموسى من نتاح الغنم بما كان لونه مخالفا للون أمه ، فلم تجئ منها كذلك إلا واحدة أو اثنتان .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 120