responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 119


عليه الصلاة والسلام شغور [1] دم العرق وتواتره بصوت الصائح المنوه من وجهين ، لارتفاع ندائه ، ولتكرير دعائه ، فجعل العرق نعارا للعلة المذكورة على طريق المجاز والاتساع . وقال بعض أهل اللغة : يقال نعر العرق نعرا ونعرانا إذا اهتز بالدم ولم يرقأ ، فإن كان الامر على ما قال ، فقد خرج الكلام عن باب المجاز إلى حيز الحقيقة [2] .
86 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " من كانت الدنيا همه وسدمه [3] جعل الله فقرا بين عينيه " ، وهذا الكلام مجاز ، والمراد به أن من جعل الدنيا همه ، وقر عليها باله ، وأعرض عن الآخرة بوجهه ، وأخرج ذكرها من قلبه ، وأقبل على تثمير الأموال [4] ، واستضخام الأحوال ، عاقبه الله على ذلك بأن يزيده



[1] شغور دم العرق ، شدة دفعه وضربه حتى يسمع له صوت ، وهو ضد سكون العرق الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلم في حديث سابق .
[2] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية حيث شبه شدة دفع الدم في العرق بالصوت العالي واشتق من التنعير بمعنى التدفق نعار بمعنى متدفق شديد الدفع على طريق الاستعارة التبعية .
[3] السدم : من معانيه الهم ، فيكون العطف من عطف المترادفات ومن معاثيه اللهج بالشئ ، وهو أن يغرى الشخص به ويثابر عليه ، ويكثر من ذكره بقلبه وبلسانه ، وهذ أنسب لمعنى الحديث .
[4] المراد بالاقبال على تثمير الأموال يجب تقييده بتثميرها طلبا للمباهاة بها والاستعلاء على عباد الله ، أما من يثمر الأموال يريد بها صالح الجماعة الاسلامية فهذا محبوب من الله ومن الناس ، مجزى خيرا على عمله بإذن الله .

نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست