responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 118


أمرى ، فكنى عليه الصلاة والسلام عن ذلك بالشعث تشبيها بالعود الذي تشعث رأسه وتشظت [1] أطرافه ، فهو محتاج إلى جامع يجمعه وشاعث يشعثه . ومن ذلك قول الشاعر يصف النار :
وغبراء شعثاء الفروع منيفة [2] * بها توصف الحسناء وهي جميل أراد تفرق أطرافها وتشعث شواظها [3] .
85 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " أعوذ بالله من شر عرق نعار " ، وهذه استعارة ، والأصل في ذلك رفع الصوت يقال : فلان نعار في الفتن ، أي صياح فيها ودعاء إليها . وقال بعض التابعين وقد صلى خلف مصعب بن الزبير وهو رافع صوته بالتكبير والتهليل : قاتله الله نعارا بالبدع ، أي صياحا بها ، فشبه



[1] تشظت أطرافه : أي صارت أطرافه شظايا جمع شظية ، وهي القطعة من الشئ ، ويقال تشظى العود : تطاير شظايا .
[2] منيفة : عالية مرتفعة ، والمراد أن هذه النار متفرقة عالية توصف بها الحسناء السمينة في حرارتها وفي ضيائها وفي عظمها .
[3] الشواظ : المراد به هنا دخان النار ، لأنه هو الذي يظهر فيه التفرق أكثر من تفرق اللهب . ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارتان تبعية في تلم ، وتصريحية في شعثي ، أما الأولى فشبه جمع الامر المعنوي بجمع الأشياء المتفرقة واشتق من لم بمعنى جمع ، الامر تلم بمعنى تجمع الامر على طريق الاستعارة التبعية ، وشبه تفرق الامر المعنوي بتفرق العود شظايا ، واستعمل لفظ المشبه به في المشبه على طريق الاستعارة التصريحية ، ويجوز أن يكون الكلام حقيقة لا مجاز فيه .

نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست