responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخصال نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 0  صفحه : 3


الحيرة لما يرى من كثرة اطلاع مؤلفه العبقري وجهوده الجبارة في اقتناء غرائب درره ، ولم شوارد غرره ، وما كابده وعاناه في أسفاره ورحلاته لجمعه وتنسيقه .
ثم اعلم أنا مع ما بالغنا في أهمية الكتاب وعظمة مؤلفه لم نقل بصحة صدور جميع أخباره ، ولا نلتزم بذلك في الخصال ولا غيره من كتب الاخبار ، من أي مؤلف في أي مقام . بل غاية ما نقول إن الخصال أحد الكتب التي عليها المدار في جميع الأعصار ، ولم يقل أحد من الأكابر ولا المصنف نفسه بقطعية صدور ما بين دفتيه ، فالكلام فيه كالكلام في غيره .
وللعلماء في معرفة الحديث الصحاح منه والرياف والحسان والضعاف قواعد معلومة ، مدعومة عندهم بالبرهان ، ونحن لا نمشي فيها إلا بضياء نورهم ، ولا نكتل إلا بمكيالهم ، ولا نزن إلا بموازين قسطهم . نصحح ما صححوا ونضعف ما ضعفوا ونطرح ما طرحوا ، ولا نحوم حوم الفضول ، مع أنا لا نقول بقول حشوية أهل الحديث والسذج منهم فنعتقد بكل باطل ينسب إلى المعصوم عليه السلام .
كما أنا لا نجعل عقولنا القاصرة " الحكم الترضي حكومته " في معرفة مقبول الحديث ومردوده .
ثم اعلم أيضا أنا لا نجوز لاحد أن يلعب بالروايات يصحح منها ما وافق هواه وإن كان موضوعا مكذوبا ويكذب منها ما خالف رأيه وإن كان صحيحا ثابتا .
وكم في عصرنا هذا من أناس غلب المستشرقون على عقولهم ، واستولوا على قلوبهم ، فمالوا معهم حيثما مالوا وذهبوا معهم أينما ذهبوا ، فلا يمشون إلا على ضوء نارهم يزعمون أنها نور لجهلهم ، يتأولون القرآن بآرائهم ، ويفسرونه بأوهامهم ، ولا يقبلون من الأحاديث ما يخالف أهواءهم ، ويدعون أنهم علموا ما فات أسلافهم . فرغما لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون .

مقدمة المصحح 10

نام کتاب : الخصال نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 0  صفحه : 3
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست