responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحاشية على أصول الكافي نویسنده : محمد بن حيدر النائيني    جلد : 1  صفحه : 598


كَانُواْ صَادِقِينَ ) وقال عزّ وجلّ : ( أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوب أَقْفَالُهَا ) أم ( طبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون ) أم ( قَالُواْ سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ * إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأََّسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ ) أم ( قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا ) ، بل هو فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .
فكيف لهم باختيار الإمام ؟ ! والإمامُ عالمٌ لا يَجْهَلُ ، وراع لا يَنكُلُ ، مَعْدِنُ القُدْسِ والطهارة ، والنُّسُكِ والزهادةِ ، والعلمِ والعبادةِ ، مخصوصٌ بدعوة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ونسلِ المطهَّرَة البتول ، لا مَغْمَزَ فيه في نَسَب ، ولا يُدانيه ذو حَسَب ، في البيت من قريش ، والذَّرْوَةِ من هاشم ، والعترةِ من الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، والرضا من الله عزّ وجلّ ، شَرَفُ الأشرافِ ، والفرعُ من عَبْدِ مناف ، نامي العلم ، كاملُ الحلم ، مُضطَلِعٌ بالإمامة ، عالمٌ بالسياسة ، مفروضُ الطاعة ، قائمٌ بأمر الله عزّ وجلّ ، ناصحٌ لعباد الله ، حافظٌ لدين الله .
إنّ الأنبياءَ والأئمّةَ - صلوات الله عليهم - يُوَفِّقُهُم اللهُ ويُؤتِيهم من مخزونِ عِلْمِه وحِكَمِه ما لا يؤتيه غيرَهم ، فيكونُ علمُهم فوقَ علم أهل الزمان في قوله تعالى : ( أَفَمَن يَهْدِى إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّى إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) وقوله تبارك وتعالى : ( وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ) وقوله في طالوت : ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَسِعٌ عَلِيمٌ ) وقال لنبيّه ( صلى الله عليه وآله ) : ( أنزل [ الله ] عليك الكتاب والحكمة وعلّمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً ) وقال في الأئمّة من أهل بيت نبيّه وعترته وذرّيّته صلوات الله عليهم : ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا * فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِه وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا ) .
وإنَّ العبد إذا اختاره الله عزّ وجلّ لأُمور عباده ، شَرَحَ صدرَه لذلك ، وأودَعَ قلبَه ينابيعَ الحكمة ، وألهَمَه العلمَ إلهاماً ، فلم يَعْيَ بعدَه الجواب ، ولا يُحَيِّرُ فيه عن الصواب ، فهو معصومٌ مؤيّدٌ ، موفَّقٌ ، مسدَّدٌ ، قد أمِنَ من الخطايا والزلل والعِثار ، يَخُصُّه اللهُ بذلك

نام کتاب : الحاشية على أصول الكافي نویسنده : محمد بن حيدر النائيني    جلد : 1  صفحه : 598
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست