نام کتاب : التوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 210
زيدت فيه التاء كما زيدت في رهبوت ورحموت ، تقول العرب : رهبوت خير من رحموت أي لأن ترهب خير من أن ترحم . ( القدوس ) القدوس معناه الطاهر ، والتقديس التطهير والتنزيه ، وقوله عز وجل حكاية عن الملائكة : ( ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ) [1] أي ننسبك إلى الطهارة ، ونسبحك ونقدس لك بمعنى واحد [2] ، وحظيرة القدس موضع الطهارة من الأدناس التي تكون في الدنيا والأوصاب والأوجاع وأشباه ذلك ، وقد قيل : إن القدوس من أسماء الله عز وجل في الكتب . ( القوي ) القوي معناه معروف وهو القوي بلا معاناة ولا استعانة . ( القريب ) القريب معناه المجيب ، ويؤيد ذلك قول عز وجل ( فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ) [3] ومعنى ثان : أنه عالم بوساوس القلوب لا حجاب بينه وبينها ولا مسافة ، ويؤيد هذا المعنى قوله عز وجل : ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) [4] . فهو قريب بغير مماسة ، بائن من خلقه بغير طريق ولا مسافة ، بل هو على المفارقة لهم في المخالطة ، والمخالفة لهم في المشابهة ، وكذلك التقرب إليه ليس من جهة الطرق والمسائف ، إنما هو من جهة الطاعة وحسن العبادة ، فالله تبارك وتعالى قريب دان دنوه من غير سفل ، لأنه ليس باقتطاع المسائف يدنو ، ولا باجتياز الهواء يعلو ، كيف وقد كان قبل السفل والعلو وقبل أن يوصف بالعلو والدنو . ( القيوم ) القيوم والقيام هما فيعول وفيعال من قمت بالشئ إذا وليته بنفسك وتوليت حفظه وإصلاحه وتقديره ، ونظيره قولهم : ما فيها من ديور ولا ديار . ( القابض ) القابض اسم مشتق من القبض ، وللقبض معان ، منها : الملك يقال : فلان في قبضي ، هذه الضيعة في قبضي ، ومنه قوله عز وجل : ( والأرض
[1] البقرة : 30 . [2] في نسخة ( ب ) و ( د ) ، ( ونسبحك ونسبح لك بمعنى واحد ) . [3] البقرة : 186 . [4] ق : 16 .
نام کتاب : التوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 210