والرسالة الأخيرة مناظرة مع محمد بن مقاتل الرازي ( 1 ) في إثبات إمامة أمير المؤمنين في الري إلى أن صار محمد بن مقاتل شيعيا ( 2 ) . مكانته عند العلماء وكانت للصدوق منزلة عظيمة عند الأصحاب لوثاقته وعدالته وكان العلماء يعدون فتاويه من الأخبار ، قال الشهيد في ذكراه : وقد كان الأصحاب يتمسكون بما يجدونه من شرائع الشيخ أبي الحسن بن بابويه رحمه الله عند إعواز النصوص لحسن ظنهم به ، وإن فتواه كروايته ( 3 ) . وذكر المجلسي في الصدوقين : ولذا ينزل أكثر أصحابنا كلامه وكلام أبيه ( رض ) منزلة النص المنقول والخبر المأثور ( 4 ) . لأنه أول من ابتكر طرح الأسانيد وجمع بين النظائر وأتى بالخبر مع قرينه علي بن بابويه في رسالته إلى ابنه ، وجميع من تأخر عنه يحمد طريقه فيها ، ويعول عليه في مسائل لا يجد النص فيها لثقته وأمانته وموضعه من الدين والعلم ( 5 ) . مشايخه وأساتذته تتلمذ شيخنا الصدوق على كثير من المشايخ العظام ، وأساتذة علوم الفقه والحديث فجال في طلبهم البلدان ، وترك في سبيل ملاقاة حملة العلم وأئمة الدين الأوطان ، إلا أننا لا نستطيع حصر أسمائهم ، لضياع أغلب كتبه ومؤلفاته ، وقد جمعنا أسماء بعض مشايخه من خلال كتبه الموجودة بين أيدينا وهم : 1 - إبراهيم بن عبدوس الهمداني 2 - أحمد بن إدريس ( 7 )
1 - راجع ترجمته في نوابغ الرواة ص 308 . 2 - رياض العلماء ج 4 ص 6 ثم قال صاحب الرياض : ورأيت نسخة منها في كازرون في بعض المجاميع ، وهي رسالة جليلة لطيفة محتوية على تلك المناظرة ولكن جمعها بعض تلاميذه . 3 - ذكرى الشيعة ص 4 السطر الأخير . 4 - البحار ج 10 ص 405 . 5 - رياض العلماء ج 4 ص 6 عن أبي علي بن الطوسي ، المستدرك ج 3 ص 528 عن مجموعة الشهيد عن ابن الطوسي أيضا ، الروضات ج 4 ص 274 . 6 - الأمالي ص 16 . 7 - العيون ص 21 ، ص 30 .