responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والتبصرة نویسنده : علي ابن بابويه القمي    جلد : 0  صفحه : 23


عليكم شهيدا ) ( 1 ) .
فتعاهدهم من لدن آدم بالحجج والآيات ، حتى خاتمهم محمد صلى الله عليه وآله سيد الكائنات ، ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) ( 2 ) .
ولما كانت نبوات الأنبياء السابقين مختصة بأزمانهم وأجيالهم ، اقتضت الحكمة أن تكون معاجزهم مقصورة الأمد ، محدودة الأجل ، لتكون حجة على من رآها ، و حجة على من سمع بها بالتواتر ، ولكن حيثما تبتعد المعجزة يصعب حصول العلم بصدقها ، لانقطاع أخبارها ، ويكون التكليف بالإيمان بها عسيرا ، وربما يكون ممتنعا على العباد ، وحاش لله أن يكلف نفسا إلا وسعها .
أما الرسالة الدائمة فلا بد لها من معجزة خالدة ، كخلود القرآن الكريم ، ليكون حجة على الخلف كما كان حجة على السلف ، وما زال يسمع الأجيال ، ويحتج على القرون ، إلى أن يقوم الناس لرب العالمين .
ولا بد للرسالة الخالدة أيضا من رسول خالد إلى يوم يبعثون ، ليسير الثقلان جنبا لجنب ، ولكن كيف يتحقق ذلك مع أن أمد الرسول صلى الله عليه وآله منقض مهما طال ، وأجله معلوم مهما امتد .
هذا ، والنقطة الأخرى علمنا أن القرآن العظيم حمال ذو وجوه ، وبه الغوامض والدقائق ، وفيه ( آيات محكمات هن أم الكتاب ، وأخر متشابهات ، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ) ( 3 ) ، فنشأت الخلافات ، وكثرت الأشياع والأتباع للفرق ، وبرزت قرون الشقاق ، فاستغلها أهل الفسوق والنفاق ، وأبدت عن نواجذها شقائق الشياطين ، في فتن داستهم بأخفافها ، ووطأتهم بأظلافها ، فهم فيها تائهون حائرون ، وكلهم يدعون أنهم بالقرآن يعملون ، وبه يستدلون ، وعليه يعولون .
فما يكون حال الأمة المرحومة في هذا الوقت العصيب ، الذي ادلهمت به الفواجع والخطوب ، وبفقدها محمد صلى الله عليه وآله سيد الكائنات ، وأعز نجيب وحبيب ، فيا لهول المصاب ، الذي أورثهم الحيرة والذهول ، وأفقد ذوي الألباب منهم الصواب ،


1 - البقرة : 143 . 2 - الرعد : 7 . 3 - آل عمران : 7 .

مقدمة التحقيق 6

نام کتاب : الإمامة والتبصرة نویسنده : علي ابن بابويه القمي    جلد : 0  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست