الله في علي بن الحسين فقد قبض في هذه الساعة ، قالوا : فأثبتنا تاريخ الساعة واليوم والشهر ، فلما كان بعد سبعة عشر يوما أو ثمانية عشر يوما ، ورد الخبر أنه قبض في تلك الساعة التي ذكرها الشيخ أبو الحسن - قدس سره - ( 1 ) . وما يقارب هذا الخبر ما نقله النجاشي قال : قال جماعة من أصحابنا : سمعت أصحابنا يقولون : كنا عند أبي الحسن علي بن محمد السمري رحمه الله ، فقال : رحم الله علي بن الحسين ( ابن ) بابويه ، فقيل له : هو حي ، فقال : إنه مات في يومنا هذا ، فكتب اليوم فجاء الخبر بأنه مات فيه ( 2 ) . وقد اتفقت كتب الرجال على أن وفاته : سنة 329 سنة تناثر النجوم ( 3 ) . إلا أن الشيخ الطريحي ينقل عن الشيخ البهائي أن سنة وفاته هي 310 وذلك عندما دخل القرامطة - لعنهم الله - مكة أيام الموسم ، وأخذوا الحجر الأسود وبقي عندهم عشرين سنة ، وقتلوا خلقا كثيرا ، وممن قتلوا علي بن بابويه ، وكان يطوف فما قطع طوافه فضربوه بالسيف فوقع إلى الأرض وأنشد : ترى المحبين صرعى في ديارهم * كفتية الكهف لا يدرون كم لبثوا ( 4 ) والظاهر أن الشيخ البهائي قد أخذ هذا المعنى من كتاب " الإعلام بأعلام بيت الله الحرام " للقطب الحنفي الذي ألفه في سنة 985 في شرح دخول القرامطة ، وقد ذكر فيه مقتل الحاج على أيديهم ومنهم ابن بابويه واستشهاده ببيت الشعر ( 5 ) . وهذا القول مما يخالف المشهور بتاريخ الوفاة ، ومحله ، فالمتفق عليه أن قبره الشريف في قم وله مزار معروف ، يزوره المؤمنون ، ويتبارك به الوافدون . ولعل سبب الاشتباه في محل وتاريخ وفاته الخلط بينه وبين رجل آخر اشتهر بالتصوف يسمى علي بن بابويه أيضا ، من الذين أنكر عليهم ابن الجوزي في كتابه " تلبيس إبليس " ، ومما يرجح كونه هو المقتول في الحرم الشريف وجود طابع التصوف فيما أنشده عند قتله ، راجع ما نقله المحقق القمي في الكنى ( 6 ) .
1 - غيبة الطوسي ص 243 س 9 . 2 - النجاشي ص 199 . 3 - المصدر السابق ص 199 . 4 - مجمع البحرين مادة قرمط ج 4 ص 267 . 5 - هامش مستدرك الوسائل ج 3 ص 529 . 6 - الكنى والألقاب 1 / 213