مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام الزبير بن العوام [1] ثم إنه عليه السلام خرج على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونادى بالزبير بن العوام ، فجاءه مكملا بالسلاح . فقالت عائشة رضي الله عنه : واحزنك يا أسماء ! فقيل لها : إن عليا عليه السلام خرج حاسرا من السلاح ، فطمأنت نفسها . فتقاربا حتى اختلفت أعناق خيلهما . فقال أمير المؤمنين عليه السلام له : يا أبا عبد الله ، إنما دعوتك لأذكرك حديثا قال لي ولك رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتذكر يوما رآك [ أي رسول الله صلى الله عليه وسلم ] وأنت تعنقني في بني عوف ، إذ قال لك : أتحب يا زبير عليا ؟
[1] ذكر ابن الأثير في الكامل 3 : 239 ، قال : فلما تراءى الجمعان خرج الزبير على فرس عليه سلاح ، وخرج طلحة فخرج إليهما علي [ عليه السلام ] حتى اختلفت أعناق دوابهم ، فقال علي [ عليه السلام ] : لعمري قد أعددتما سلاحا وخيلا ورجالا ، إن كنتما أعددتما عند الله عذرا ، فاتقيا الله ولا تكونا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ، ألم أكن أخاكما في دينكما تحرمان دمي وأحرم دمكما ، فهل من حدث أحل لكما دمي ؟ قال : طلحة : ألبت على عثمان . قال [ عليه السلام ] : يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق . يا طلحة ، تطلب بدم عثمان فلعن الله قتلة عثمان ! يا طلحة أجئت بعرس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تقاتل بها وخبأت عرسك في البيت ! أما بايعتني ؟ قال : بايعتك والسيف على عنقي فقال [ عليه السلام ] للزبير : يا زبير ما أخرجك ؟ قالت : أنت ، ولا أراك لهذا الأمر أهلا ولا ولي به منا .