نام کتاب : وصول الأخيار إلى أصول الأخبار نویسنده : والد البهائي العاملي جلد : 1 صفحه : 30
بشأنه ويبتنون إفادة الأحاديث واستفادتها على قواعد بنيانه ، فلقد كانت قواعده بينهم متداولة غنية عن التعريف وإن لم يفردوا لها كتابا بالتأليف ، لكنهم ضمنوا كتبهم الفقهية والأصولية وكتب الحديث والرجال كثيرا " من ذلك . ولبعد ما بين مظانها تتعسر الإحاطة بها على مريد سلوك هذه المسالك ، مع أنهم تركوا كثيرا " من قواعده لم يكتبوها وان كانت متداولة بينهم يعرفها ذووها . فجمعت من مظان ذلك شوارد يعسر جمعها ، وقيدت منه أوابد ( 1 ) يكثر نفعها فجاءت في الحقيقة أنور من نور الحديقة ، وفي نظر العين أنضر من نظرة العين ، قد اتضح بها علم أصول الحديث واستبان ، وافتضح بها جهله واستكان ، ولقد يصدق الناظر فيها المثل السائر ( كم ترك الأول للاخر ) وسميتها ( وصول الأخيار إلى أصول الاخبار ) . فدونك كلمات ينزر عددها ويغزر مددها ، تكسيك حلية الأولياء وتلبسك حلة الأنبياء ، وترشدك إلى طريق النقل والتحصيل ، وتخرج قوتك القريبة إلى الفعل الجميل . ومما حثني على تأليف هذه الرسالة بعد هربي من أهل الطغيان والنفاق ، وأوجبه علي بعد اتصالي بدولة الايمان والوفاق ، ما شاهدته من اقبال أهلها على اقتباس الفقه والحديث وحسن سلوكهم ، وتحققت به صدق المثل السائر ( الناس على دين ملوكهم ) . فيا لله من دولة صافية المشارع ، ضافية ( 2 ) المزارع ، مايعة الظل ، بحورها
1 . الأوابد جمع آبد ، وهو بمعنى الوحش ، والمؤنث آبدة ، سميت بذلك لبقائها على الأبد . قال الأصمعي : لم يمت وحشي حتف أنفه قط ، إنما موته عن آفة ، وكذلك الحية على ما زعموا . 2 . الضفو : السعة والخير والكثرة ، رجل ضافي الرأس : كثير شعر الرأس .
نام کتاب : وصول الأخيار إلى أصول الأخبار نویسنده : والد البهائي العاملي جلد : 1 صفحه : 30