نام کتاب : نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة نویسنده : الشيخ المحمودي جلد : 1 صفحه : 428
بنبوته ، أكرم خلقه وأحبهم إليه ، فبلغ رسالة ربه ونصح لامته وأدى الذي عليه . وأوصيكم بتقوى الله ، فإن تقوى الله خير ما تواصى به عباد الله ، وأقربه إلى رضوان الله ، وخيره في عواقب الأمور عند الله ، وبتقوى الله أمرتم ، وللاحسان والطاعة خلقتم ، فاحذروا من الله ما حذركم من نفسه ، فإنه حذر بأسا شديدا واخشوا الله خشية ليست بتعذير [3] واعملوا في غير رياء ولا سمعة ، فإنه من عمل لغير الله وكله الله إلى من عمل له ، ومن عمل لله مخلصا تولى الله ثوابه . وأشفقوا من عذاب الله ، فإنه لم يخلقكم عبثا ولم يترك [ شيئا ] من أمركم سدى [4] قد سمى آثاركم ، وعلم أعمالكم ، وكتب آجالكم ، فلا تغتروا بالدنيا فإنها غرارة لأهلها ، مغرور من اغتر بها ، وإلى فناء ما
[3] أي بذات تعذير أي تقصير ، بأن لم يبالغ فيها بل ومع التقصير يرى أنه مبالغ فيها . ومحصله لزوم بذل الوسع في خشية الله وعدم التواني فيها . ومن قوله : " فاخشوا الله - إلى قوله - من عمل له " ذكره في الحديث ( 12 ) من الباب : ( 116 ) من الكافي : ج 2 ص 217 . [4] كلمة " شيئا " مأخوذة من كتاب الاخبار الطوال ، والسياق أيضا يستدعيها ، و " سدى " : مهملا . وهذا نظير قوله صلى الله عليه وآله المروي بين أهل السنة والشيعة جميعا : " ما من شئ يقربكم إلى الجنة إلا وقد أمرتكم به ، وما من شئ يقربكم إلى النار إلا وقد نهيتكم عنه " .
نام کتاب : نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة نویسنده : الشيخ المحمودي جلد : 1 صفحه : 428