نام کتاب : نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة نویسنده : الشيخ المحمودي جلد : 1 صفحه : 181
قد كانت أمور لم تكونوا عندي فيها محمودين ، أما إني لو أشاء لقلت ، عفا الله عما سلف [8] . سبق الرجلان ، وقام الثالث كالغراب همته بطنه ! ويحه لو قص جناحاه وقطع رأسه لكان خيرا له [9] . انظروا فإن أنكرتم فأنكروا ، وإن عرفتم فآزروا [10] . حق وباطل ولكل أهل ، ولئن كثر أمر الباطل لقديما
[8] اقتباس من الآية : ( 95 ) من سورة المائدة : " عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه " . وبمعناها وردت غير واحدة من الآيات الكريمات . [9] وبما أن انتظام أمر المدينة المنورة في هذه الأيام كان بيد المهاجمين على عثمان ، وكان أعداء أمير المؤمنين عليه السلام في تلك الأيام إما مطرودين أو منكوبين ، كان له عليه السلام فسحة ما في بث ما في صدره بالنسبة إلى الذين تقدموه في تملك زمام أمر الأمة ، وبما أن جل الثائرين على عثمان كانوا معتقدين لأبي بكر ، وعمر مقاما منيعا عبر عنهما بنحو الإشارة والاختلاس وإجمال الكلام ، وأما عثمان فحيث كان الجماهير معتقدين لعدوله عن منهج العدل ، وتعديه عن سواء الصراط ، وحدود الكتاب والسنة ، فكان عليه السلام يكشف عن حاله ويسفر عن أفعاله كلما جرى له ذكر ، أو اقتضى المقام كشف الغطاء عن سريرته ولم يزاحمه أمر أهم . وهذا هو السر ، في كثرة أقواله عليه السلام حول عثمان ، وقلتها حول الكشف عن منويات الشيخين وفلتات أعمالهم وزلات أقوالهم مع أن الجم الغفير من هذا النمط قد أخفاه أولياؤه وأعداؤه ، أما أولياؤه فستروه مخافة الاستئصال ، واستباحة أعراضهم وانتهاب أموالهم ، وأما أعداؤه فأخفوه مخافة الافتضاح وعدم إدراك المنى والشهوات ، ومع ذلك قد برز وانتشر منه فوق حد الكفاف . فلله الحجة البالغة . [10] أي أنظروا فيما قلت وأقول بنظر الاعتبار والانصاف ، فان أنكرتم منه شيئا أي فإن وجدتم شيئا منه منكرا وزورا من القول فأنكروه وقولوا لي : إن قولك ليس بصدق ولا صواب ، وإن عرفتم صحة قولي وصواب ما ألقيت إليكم فانصروني وعاضدوني ، وتعاونوا على البر والتقوى . وقوله : " فآزروا " مأخوذ من المآزرة بمعنى المعاونة والتقوية .
نام کتاب : نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة نویسنده : الشيخ المحمودي جلد : 1 صفحه : 181