نام کتاب : مواقف الشيعة نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 465
والقبض ، وخلوتم بالدعة ، ونجوتم بالضيق من السعة ، فمججتم ما وعيتم ، ودسعتم الذي تسوغتم " فإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد " ألا ! وقد قلت ما قلت هذا على معرفة مني بالجذلة التي خامرتكم ، والغدرة التي استشعرتها قلوبكم ، ولكنها فيضة النفس ، ونفثة الغيظ ، وخور القناة ، وبثة الصدر ، وتقدمة الحجة ، فدونكموها ! فاحتقبوها دبرة الظهر ، نقبة الخف ، باقية العار ، موسومة بغضب الله وشنار الأبد ، موصولة ب " نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة " ! فبعين الله ما تفعلون " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون " ، وأنا ابنة " نذير لكم بين يدي عذاب شديد " ، " فاعملوا إنا عاملون وانتظروا إنا منتظرون " . فأجابها أبو بكر عبد الله بن عثمان ، وقال : يا ابنة رسول الله ! لقد كان أبوك بالمؤمنين عطوفا كريما رؤوفا رحيما ، وعلى الكافرين عذابا أليما وعقابا عظيما ، إن عزوناه وجدناه أباك دون النساء ، وأخا إلفك دون الأخلاء ، آثره على كل حميم ، وساعده في كل أمر جسيم ، لا يحبكم إلا سعيد ولا يبغضكم إلا شقي بعيد ، فأنتم عترة رسول الله صلى الله عليه وآله الطيبون الخيرة المنتجبون ، على الخير أدلتنا وإلى الجنة مسالكنا ، وأنت يا خيرة النساء وابنة خير الأنبياء صادقة في قولك ، سابقة في وفور عقلك ، غير مردودة عن حقك ، ولا مصدودة عن صدقك ، والله ما عدوت رأي رسول الله صلى الله عليه وآله ولا عملت إلا بإذنه ، وإن الرائد لا يكذب أهله ، فإني أشهد الله وكفى به شهيدا : أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " نحن معاشر الأنبياء لا نورث ذهبا ولا فضة ولا دارا ولا عقارا ، وإنما نورث الكتاب والحكمة والعلم والنبوة ، وما كان لنا من طعمة فلولي الأمر بعدنا أن يحكم فيه بحكمه " وقد جعلنا ما حاولته في الكراع والسلاح يقاتل بها المسلمون ويجاهدون الكفار ويجالدون المردة الفجار ، وذلك بإجماع من المسلمين لم أنفرد به وحدي ، ولم
نام کتاب : مواقف الشيعة نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 465