نام کتاب : مواقف الشيعة نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 455
رجلا كنفسي ؟ ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قبل موته قد جمعنا في بيت ابنته فاطمة عليها السلام فقال لنا : إن الله أوحى إلى موسى بن عمران عليه السلام أن اتخذ أخا من أهلك فأجعله نبيا ، وأجعل أهله لك ولدا أطهرهم من الآفات وأخلصهم من الريب ، فاتخذ موسى هارون أخا وولده أئمة لبني إسرائيل من بعده ، يحل لهم في مساجدهم ما يحل لموسى ، وإن الله أوحى إلي أن أتخذ عليا عليه السلام أخا كموسى اتخذ هارون أخا واتخذ ولده ولدا ، فقد طهرتهم كما طهرت ولد هارون ، إلا أني ختمت بك النبيين فلا نبي بعدك ، فهم الأئمة الهادية ؟ أفما تبصرون ؟ أفما تفقهون ؟ أما تسمعون ؟ ضربت عليكم الشبهات ، فكان مثلكم كمثل رجل في سفر فأصابه عطش شديد حتى خشي أن يهلك ، فلقي رجلا هاديا في الطريق فسأله عن الماء ، فقال له : أمامك عينان : أحدهما مالحة والأخرى عذبة ، فإن أصبت المالحة ضللت ، وإن أصبت العذبة هديت ورويت ، فهذا مثلكم أيتها الأمة المهملة كما زعمتم . وأيم الله ! ما أهملتم ، لقد نصب لكم علم يحل لكم الحلال ويحرم عليكم الحرام ، لو أطعتموه ما اختلفتم ولا تدابرتم ولا تقاتلتم ، ولا برئ بعضكم من بعض . فوالله ! إنكم بعده لمختلفون في أحكامكم ، وإنكم بعده لناقضوا عهد رسول الله صلى الله عليه وآله ، وإنكم على عترته لمختلفون ، إن سئل هذا عن غير من يعلم أفتى برأيه . فقد أبعدتم وتجاريتم [1] وزعمتم الاختلاف رحمة ، هيهات ! أبى الكتاب ذلك عليهم [2] ، يقول الله تبارك وتعالى : " ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد
[1] في الاحتجاج : " تخارستم " . [2] في الاحتجاج : " عليكم " .
نام کتاب : مواقف الشيعة نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 455