نام کتاب : مواقف الشيعة نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 426
ورأيت كما رأينا ، فلم يردعك ذلك عما أنت متشبث به من هذا الأمر الذي لا عذر لك في تقلده ، ولاحظ للدين والمسلمين في قيامك به ، فالله الله في نفسك ! فقد أعذر من أنذر ، ولا تكن كمن أدبر واستكبر . ثم قام أبو ذر : فقال : يا معاشر قريش ! أصبتم قباحة وتركتم قرابة ، والله ! لترتدن جماعة من العرب ولتشكن في هذا الدين ، ولو جعلتم الأمر في أهل بيت نبيكم ما اختلف عليكم سيفان ، والله ! لقد صارت لمن غلب ، ولتطمحن إليها عين من ليس من أهلها وليسفكن في طلبها دماء كثيرة - فكان كما قال أبو ذر - ثم قال : لقد علمتم وعلم خياركم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : الأمر بعدي لعلي ، ثم لابني الحسن والحسين ، ثم للطاهرين من ذريتي ، فأطرحتم قول نبيكم ، وتناسيتم ما عهد به إليكم ، فأطعتم الدنيا الفانية ، وبعتم الآخرة الباقية ، التي لا يهرم شبابها ولا يزول نعيمها ولا يحزن أهلها ولا تموت سكانها ، بالحقير التافه الفاني الزائل ، وكذلك الأمم من قبلكم كفرت بعد أنبيائها ونكصت على أعقابها وغيرت وبدلت واختلفت ، فساويتموهم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ، وعما قليل تذوقون وبال أمركم ، وتجزون بما قدمت أيديكم ، وما الله بظلام للعبيد . ثم قام المقداد بن الأسود وقال : ارجع يا أبا بكر عن ظلمك ، وتب إلى ربك ، والزم بيتك ، وابك على خطيئتك ، وسلم الأمر لصاحبه الذي هو أولى به منك ، فقد علمت ما عقده رسول الله صلى الله عليه وآله في عنقك من بيعته ، وألزمك من النفوذ تحت راية أسامة بن زيد وهو مولاه ، ونبه على بطلان وجوب هذا الأمر لك ولمن عضدك
نام کتاب : مواقف الشيعة نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 426