نام کتاب : مواقف الشيعة نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 35
صادقون في الحكاية عنهم لوجب أن يقع لنا - معشر مخالفيكم - العلم الضروري بصحة ذلك حتى لا نشك فيه ، كما وقع لكم صحة الحكاية عن أبي حنيفة ومالك والشافعي وداود وغيرهم من فقهاء الأمصار برواية أصحابهم عنهم ، فلما لم نعلم صحة ما تدعونه مع سماعنا لأخباركم وطول مجالستنا لكم دل على أنكم متخرصون في ذلك ! وبعد فما بال كل من عددنا من فقهاء الأمصار قد استفاض عنهم القول في الفتيا استفاضة منعت من الريب في مذاهبهم ، وأنتم أئمتكم أعظم قدرا من هؤلاء وأجل خطرا ، لا سيما مع ما تعتقدون فيهم : من العصمة وعلوا المنزلة والفضل على جميع البرية ، والبينونة من الخلق بالمعجزة وما اختصوا به من خلافة الرسول - عليه وآله السلام - وفرض الطاعة على الجن والأنس ؟ وإن هذا لشئ عجيب ! قال الشيخ أدام الله عزه : فقلت له : إن الجواب عن هذا السؤال قريب جدا ، غير أني أقلبه عليك ، فلا يمكنك الانفصال منه إلا بإخراج من ذكرت من جملة أهل العلم ونفي المعرفة عنهم وإسقاط مقال من زعمت أنهم كانوا من أصحاب الفتيا ، والعلم الضروري حاصل لكل من سمع الأخبار بضد ذلك وخلافه ، وأنهم - عليهم السلام - كانوا من أجلة أهل الفتيا . وذلك : أننا وإن كنا كاذبين على قولك فلا بد لهؤلاء القوم - عليهم السلام - من مقال في الفتيا يتضمن بعض ما حكيناه عنهم ، فما بالنا معشر الشيعة ، بل ما بالكم - معشر الناصبة - لا تعلمون مذاهبهم على الحقيقة بالضرورة ، كما تعلمون مذاهب أهل الحجاز والعراق ومن ذكرت من فقهاء الأمصار ؟ فإن زعمت أنك تعلم لهم في الفتيا مذهبا بخلاف ما نحكيه عنهم علم اضطرار - مع تديننا بكذبك في ذلك - لم نجد فرقا بيننا وبينك إذا ادعينا أننا نعلم صحة ما نحكيه عنهم بالاضطرار ، وإنك وأصحابك تعلمون ذلك ، ولكنكم تكابرون العيان ، وهذا ما لا فصل فيه .
نام کتاب : مواقف الشيعة نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 35