نام کتاب : مواقف الشيعة نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 25
أثر في الجهاد إلا له ، وفر في يوم أحد ، وانهزم في يوم خيبر ، وولى الدبر يوم التقى الجمعان ، وسلم رسول الله صلى الله عليه وآله في هذه المواطن مع ما كتب الله عز وجل عليه من الجهاد ، فكيف تجتمع دلائل الجبن ودلائل الشجاعة لرجل واحد في وقت واحد لولا أن العصبية تميل بالعبد إلى الهوى ؟ . وقال رجل من طياب الشيعة كان حاضرا : عافاك الله ، أي دليل هذا ؟ وكيف يعتمد عليه ؟ وأنت تعلم أن الإنسان قد يغضب فيقول : لو سامني السلطان هذا الأمر قبلته ، وإن عندنا لشيخا ضعيف الجسم ظاهر الجبن يصلي بنا في مسجدنا ، فما يحدث أمر يضجره وينكره إلا قال : والله لأصبرن على هذا أو لأجاهدن فيه ولو اجتمعت فيه ربيعة ومضر . فقال : ليس الدليل على الشجاعة ما ذكرت دون غيره ، والذي اعتمدنا عليه يدل كما يدل الفعل والخبر ، ووجه الدلالة فيه : أن أبا بكر باتفاق لم يكن مؤوف العقل ولا غبيا ناقصا ، بل كان بالإجماع من العقلاء ، وكان بالاتفاق جيد الآراء ، فلو لا أنه كان واثقا من نفسه عالما بصبره وشجاعته لما قال هذا القول بحضرة المهاجرين والأنصار ، وهو لا يأمن أن يقيم القوم على خلافه فيخذلونه ويتأخرون عنه ويعجز هو لجبنه أن لو كان الأمر على ما ادعيتموه عليه ، فظهر منه الخلف في قوله ، وليس يقع هذا من عاقل حكيم ، فلما ثبتت حكمة أبي بكر دل مقاله الذي حكينا على شجاعته كما وصفناه . فقال الشيخ أدام الله عزه : ليس تسليمنا لعقل أبي بكر وجودة رأيه تسليما لما ادعيت من شجاعته بما رويت عنه من القول ، ولا يوجب ذلك في عرف ولا عقل ولا سنة ولا كتاب ، وذلك أنه وإن كان ما ذكرت من الحكمة فليس يمنع أن يأتي بهذا القول من جبنه وخوفه وهلعه ليشجع أصحابه ، ويحض المتأخرين عنه على نصرته ، ويحثهم على جهاد عدوه ، ويقوي عزمهم في معونته ، ويصرفهم عن رأيهم في خذلانه ، وهكذا يصنع الحكماء في تدبيراتهم ، فيظهرون
نام کتاب : مواقف الشيعة نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 25