نام کتاب : مواقف الشيعة نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 230
بحضرة المتوكل ، إذ دخل عليه رجل من أولاد محمد بن الحنفية حلو العينين حسن الثياب قد قرف عنده بشئ ، فوقف بين يديه ، والمتوكل مقبل على الفتح يحدثه . فلما طال وقوف الفتى بين يديه وهو لا ينظر إليه ، قال له : يا أمير المؤمنين ، إن كنت أحضرتني لتأديبي فقد أسأت الأدب ، وإن كنت قد أحضرتني ليعرف من بحضرتك من أوباش الناس استهانتك بأهلي فقد عرفوا . فقال له المتوكل : والله يا حنفي ، لولا ما يثنيني عليك من أوصال الرحم ويعطفني عليك من مواقع الحلم لانتزعت لسانك بيدي ولفرقت بين رأسك وجسدك ، ولو كان بمكانك محمد أبوك ! قال : ثم التفت إلى الفتح ، فقال : أما ترى ما نلقاه من آل أبي طالب ؟ إما حسني يجذب إلى نفسه تاج عز نقله الله إلينا قبله ، أو حسيني يسعى في نقض ما أنزل الله إلينا قبله ، أو حنفي يدل بجهله أسيافنا على سفك دمه . فقال له الفتى : وأي حلم تركته لك الخمور وإدمانها ؟ أم العيدان وفتيانها ؟ ومتى عطفك الرحم على أهلي وقد ابتززتهم فدكا إرثهم من رسول الله صلى الله عليه وآله فورثها أبو حرملة ؟ وأما ذكرك محمدا أبي فقد طفقك تضع عن عز رفعه الله وروسوله ، وتطاول شرفا تقصر عنه ولا تطوله ، فأنت كما قال الشاعر : فغض الطرف إنك من نمير * فلا كعبا بلغت ولا كلابا ثم ها أنت تشكو لي علجك هذا ما تلقاه من الحسني والحسيني والحنفي ، فلبئس المولى ولبئس العشير ! ثم مد رجليه ثم قال : هاتان رجلاي لقيدك ! وهذه عنقي لسيفك ! فبؤ بإثمي وتحمل ظلمي ، فليس هذا أول مكروه أوقعته أنت وسلفك بهم ، يقول الله تعالى : " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " فوالله ما أجبت رسول الله صلى الله عليه وآله عن مسألته ، ولقد عطفت بالمودة على غير قرابته ،
نام کتاب : مواقف الشيعة نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 230