نام کتاب : مواقف الشيعة نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 193
ويلبسون جلود الضأن تحتها قلوب الذئاب والنمور ، ليظن الناس أنهم من الزاهدين في الدنيا ، يراؤون الناس بأعمالهم ويسخطون الله بسرائرهم . فادعوا الله أن يقضي لهذه الأمة بالخير والإحسان ، فيولي أمرها خيارها وأبرارها ويهلك فجارها وأشرارها ، ارفعوا أيديكم إلى ربكم وسلوه ذلك . فيفعلون . فبلغ ذلك ابن الزبير ، فكتب إليه : أما بعد ، فقد بلغني أنك تجلس بالطائف العصرين فتفتيهم بالجهل ! تعيب أهل العقل والعلم . وإن حلمي عليك واستدامتي فيئك جرأك علي ، فاكفف - لا أبا لغيرك - من غربك ، وأربع على ظلعك ، واعقل إن كان لك معقول ، وأكرم نفسك ، فإنك إن تهنها تجدها على الناس أعظم هوانا ، ألم نسمع قول الشاعر : فنفسك أكرمها فإنك إن تهن * عليك فلن تلقى لها الدهر مكرما وإني أقسم بالله لئن لم تنته عما بلغني عنك لتجدن جانبي خشنا ، ولتجدنني إلى ما يردعك عني عجلا ، فر رأيك ، فإن أشفى بك شقاؤك على الردى ، فلا تلم إلا نفسك . فكتب إليه ابن عباس : أما بعد ، فقد بلغني كتابك ، قلت : إني أفتي الناس بالجهل . وإنما يفتي بالجهل من لم يعرف من العلم شيئا ، وقد آتاني الله من العلم ما لم يؤتك . وذكرت أن حلمك عني واستدامتك فيئي جرأني عليك ، ثم قلت : اكفف من غربك وأربع على ظلعك ، وضربت لي الأمثال أحاديث الضبع . متى رأيتني لعرامك هائبا ومن حدك ناكلا ؟ وقلت : لئن لم تكفف لتجدن جانبي خشنا . فلا أبقى الله عليك إن أبقيت ، ولا أرعى عليك إن أرعيت . فوالله لا أنتهي عن قول الحق وصفة أهل العدل والفضل وذم الأخسرين أعمالا ، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم
نام کتاب : مواقف الشيعة نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 193