نام کتاب : مواقف الشيعة نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 176
وبعث علي ابن عباس إليهم حتى آتاهم ، فقال : لا تعجل إلى جوابهم وخصومتهم حتى آتيك ، فخرج إليهم حتى أتاهم ، فأقبلوا يكلمونه ، فلم يصبر حتى راجعهم ، فقال : ما نقمتم من الحكمين وقد قال الله عز وجل : " إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما " ؟ فكيف بأمة محمد صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ؟ فقالت الخوارج : قلنا : أما ما جعل حكمه إلى الناس وأمر بالنظر فيه والاصلاح له فهو إليهم كما أمر به ، وما حكم فأمضاه فليس للعباد أن ينظروا فيه ، حكم في الزاني مائة جلدة ، وفي السارق بقطع يده ، فليس للعباد أن ينظروا في هذا . قال ابن عباس : فإن الله عز وجل يقول : " يحكم به ذوا عدل منكم " فقالوا له : أو تجعل الحكم في الصيد والحدث يكون بين المرأة وزوجها كالحكم في دماء المسلمين ؟ وقالت الخوارج : قلنا له : فهذه الآية بيننا وبينك ، أعدل عندك ابن العاص وهو بالأمس يقاتلنا ويسفك دماءنا ؟ فإن كان عدلا فلسنا بعدول ونحن أهل حربه ، وقد حكمتم في أمر الله الرجال ، وقد أمضى الله عز وجل حكمه في معاوية وحزبه أن يقتلوا أو يرجعوا ، وقبل ذلك ما دعوناهم إلى كتاب الله عز وجل ، فأبوه . ثم كتبتم بينكم وبينهم كتابا وجعلتم بينكم وبينهم الموادعة والاستفاضة ، وقد قطع الله عز وجل الاستفاضة والموادعة بين المسلمين وأهل الحرب منذ نزلت براءة إلا من أقر بالجزية [1] . ونقل ابن عبد البر في جامع بيان العلم والعمل [2] هذه المناظرة بوجه آخر قال : لما اجتمعت الحرورية يخرجون على علي ، قال : جعل يأتيه الرجل فيقول : يا أمير المؤمنين القوم خارجون عليك . قال : دعوهم حتى يخرجوا . فلما كان ذات يوم قلت : يا أمير المؤمنين ، أبرد بالصلاة فلا تفتني حتى آتي القوم . قال : فدخل عليهم وهم قائلون ، فإذا هم مسهمة ووجوههم من السهر وقد