نام کتاب : مواقف الشيعة نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 104
الله عليه وآله وبما لا تسطيع له إنكارا ولا منه فرارا . فقال معاوية : يا ابن عباس ، لقد أعطيت لسانا ذلقا تكاد تغلب بباطلك حق سواك . فقال ابن عباس : مه ! فإن الباطل لا يغلب الحق ، ودع عنك الحسد ، فلبئس الشعار الحسد . فقال معاوية : صدقت ، أما والله إني لأحبك لخصال أربع ، مع مغفرتي لك خصالا أربع . فأما ما أحبك : فلقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وآله وأما الثانية فإنك رجل من أسرتي وأهل بيتي ومن مصاص عبد مناف ، وأما الثالثة فإن أبي كان خلا لأبيك ، وأما الرابعة فإنك لسان قريش وزعيمها وفقيهها . وأما الأربع التي غفرت لك : فعدوك علي بصفين فيمن عدا ، وإساءتك في خذلان عثمان فيمن أساء ، وسعيك على عائشة أم المؤمنين فيمن سعى ، ونفيك عني زيادا فيمن نفى . فضربت أنف هذا الأمر وعينه حتى استخرجت عذرك من كتاب الله عز وجل وقول الشعراء . أما ما وافق كتاب الله عز وجل ، فقوله : " خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا " وأما ما قالت الشعراء فقول أخي بني دينار : ولست بمستبق أخا لا تلمه * على شعث أي الرجال المهذب فاعلم أني قد قبلت فيك الأربع الأولى ، وغفرت لك الأربع الأخرى ، وكنت في ذلك كما قال الأول : سأقبل ممن قد أحب جميله * وأغفر ما قد كان من غير ذلكا ثم أنصت . فتكلم ابن عباس ، فقال بعد حمد الله والثناء عليه : وأما ما ذكرت أنك تحبني لقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وآله فذلك الواجب عليك وعلى كل مسلم آمن بالله وبرسوله ، لأنه الأجر الذي سألكم رسول الله صلى الله عليه وآله على ما آتاكم به من الضياء والبرهان المبين ، فقال عز وجل : " قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " فمن لم يجب
نام کتاب : مواقف الشيعة نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 104