نام کتاب : مواقف الشيعة نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 108
عاتقه يختال به حتى أتى البصرة فقتل بها أربعين ألفا ، ثم صار إلى الشام فلقى حواجب العرب فضرب بعضهم ببعض حتى قتلهم ، ثم أتى النهروان وهم مسلمون فقتلهم عن آخرهم . فقال له ابن عباس : أعلي أعلم عندك أم أنا ؟ فقال : لو كان علي عندي أعلم منك لما سألتك . قال : فغضب ابن عباس حتى اشتد غضبه ، ثم قال : ثكلتك أمك ! علي علمني ، وكان علمه من رسول الله صلى الله عليه وآله ورسول الله علمه الله من فوق عرشه ، فعلم النبي صلى الله عليه وآله من الله ، وعلم علي من النبي ، وعلمي من علم علي ، وعلم أصحاب محمد كلهم في علم علي كالقطرة الواحدة في سبعة أبحر [1] . ( 56 ) ابن عباس وعمرو بن العاص قال نصر : إن معاوية لما يئس من جهة الأشعث قال لعمرو بن العاص : إن رأس الناس بعد علي هو عبد الله بن عباس ، فلو ألقيت إليك كتابا لعلك ترققه به ، فإنه إن قال شيئا لم يخرج علي منه ، وقد أكلتنا الحرب ، ولا أرانا نصل [ إلى ] العراق إلا بهلاك أهل الشام . قال له عمرو : إن ابن عباس لا يخدع ، ولو طمعت فيه [ ل ] طمعت في علي . فقال معاوية : علي ذلك . فكتب إليه عمرو : أما بعد ، فإن الذي نحن وأنتم فيه ، ليس بأول أمر قاده البلاء [ وساقته العافية خ ل ] وأنت رأس هذا الجمع بعد علي ، فانظر فيما بقي ودع ما مضى ، فوالله ما أبقت هذه الحرب لنا ولكم حياة ولا صبرا ، واعلموا أن الشام لا تملك إلا بهلاك العراق ، وأن العراق لا يملك إلا بهلاك الشام ، وما خيرنا بعد هلاك أعدادنا منكم ؟ وما خيركم بعد هلاك أعدادكم منا ؟