نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 218
وقد أدب الله تعالى العلماء بقصة موسى والخضر عليهما السلام حين لم يرد موسى عليه السلام العلم إلى الله تعالى لما سئل هل أحد أعلم منك ؟ 1 بما حكاه الله عنهما من الآيات المؤذنة 2 بغاية الذل من موسى عليه السلام وغاية العظمة من الخضر عليه السلام . وسيأتي 3 إن شاء الله تعالى في هذه الرسالة جملة من نكت القصة . الرابع والعشرون : أنه إذا اتفق له تقرير أو جواب توهمه صوابا ، يبادر إلى التنبيه على فساده وتبيين خطائه قبل تفرق الحاضرين ، ولا يمنعه الحياء أو غيره من المبادرة ، وتحمله النفس الامارة بالسوء على التأخير إلى وقت آخر خال ، فإنه من خدع النفس وتلبيس إبليس لعنه الله . وفيه ضرر عظيم من وجوه كثيرة : منها : استقرار الخطأ في قلوب الطلبة ، ومنها : تأخير بيان الحق مع الحاجة إليه ، ومنها : خوف عدم حضور بعض أهل المجلس في الوقت الآخر فيستمر الخطأ في فهمه ، ومنها : طاعة الشيطان في الاستمرار على الخطأ ، وهو موجب لطعمه فيه مرة ثانية وهلم جرا . ومع تأديته للواجب من ذلك يفيد الطالبين ملكة صالحة تعقب خيرا عظيما يكون الراجع سببا فيه ، فيشارك في أجره ، مضافا إلى ما استحقه من الاجر بفعل ما يجب عليه ، فقد غنمت حركته وربحت تجارته برجوعه إلى الحق ، ويرفعه الله تعالى بسبب ذلك ، خلاف ما يظنه ، الجاهل ويتوهمه الأحمق الغافل . .
1 - " صحيح البخاري " ج 2 / 46 - 47 ، كتاب العلم ، الحديث 73 ، و ج 2 / 54 الحديث 77 ، و ج 2 / 141 - 145 ، الحديث 123 ، " تفسير مجمع البيان " ج 6 / 481 ، " مسند أحمد " ج 5 / 116 ، 117 ، 118 ، " صحيح مسلم " ج 4 / 1847 - 1853 ، كتاب الفضائل ( 43 ) الباب 46 ، " الترغيب والترهيب " ج 1 / 129 ، الحديث 1 ، وإليك نص واحد منها مع التلخيص : " . . . سمعت رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يقول : بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل ، جاءه رجل فقال له : هل تعلم أحدا أعلم منك ؟ قال موسى : لا . فأوحى الله إلى موسى : بلى عبدنا خضر ، فسأل موسى السبيل إليه . الخ " . ومثله روي في " تفسير العياشي " ج 2 / 334 ، عن أبي عبد الله عليه السلام . 2 - سورة الكهف ( 18 ) : 65 - 82 . 3 - في القسم الثاني من النوع الثالث من هذا الباب ، ص 235 - 239
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 218