نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 183
وقد روي عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول : إن للعالم ثلاث علامات : العلم ، والحلم والصمت ، وللمتكلف ثلاث علامات : ينازع من فوقه بالمعصية ، ويظلم من دونه بالغلبة ، ويظاهر الظلمة 1 . وعن محمد بن سنان - رفعه - 2 قال : قال عيسى بن مريم عليهما السلام : يا معشر الحواريين ! لي إليكم حاجة ، اقضوها لي . قالوا : قضيت حاجتك يا روح الله ! فقام فغسل أقدامهم ، فقالوا : كنا نحن أحق بهذا يا روح الله ! فقال : إن أحق الناس بالخدمة العالم ، إنما تواضعت هكذا لكيما تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم . ثم قال عيسى عليه السلام : بالتواضع تعمر الحكمة لا بالتكبر ، وكذلك في السهل ينبت الزرع لا في الجبل 3 . الخامس : 4 أن لا يمتنع من تعليم أحد لكونه غير صحيح النية ، فربما عسر على كثير من المبتدئين بالاشتغال ، تصحيح النية لضعف نفوسهم وانحطاطها عن إدراك السعادة الآجلة ، وقلة أنسهم بموجبات تصحيحها ، فالامتناع من تعليمهم يؤدي إلى تفويت كثير من العلم ، مع أنه يرجى ببركة العلم تصحيحها إذا أنس بالعلم . وقد قال بعضهم : طلبنا العلم لغير الله فأبي أن يكون إلا الله 5 . معناه صارت [ ظ : كانت ] عاقبته أن صار لله . وعن الحسن : لقد طلب أقوام العلم ما أرادوا به الله ولا ما عنده ، فما زال بهم العلم حتى أرادوا به الله وما عنده 6 .
1 - " الكافي " ج 1 / 37 ، كتاب فصل العلم ، باب صفة العلماء ، الحديث 7 . 2 - للاطلاع على معنى الحديث المرفوع راجع " شرح البداية " / 30 - 31 . 3 - " الكافي " ج 1 / 37 ، كتاب فضل العلم ، باب صفة العلماء ، الحديث 6 . 4 - لاحظ " شرح المهذب " ج 1 / 50 - 51 . 5 - " أدب الدنيا والدين " / 89 ، حكاه عن الثوري " تذكرة السامع " / 47 ، " جامع بيان العلم وفضله " ج 2 / 27 - 28 ، " التبيان في آداب حملة القرآن " / 21 ، " شرح المهذب " ج 1 / 51 ، " اختصار علوم الحديث " / 53 . 6 - " سنن الدارمي " ج 1 / 102 ، " جامع بيان العلم وفضله " ج 2 / 28 . والقائل هو الحسن بن يسار البصري المعروف بالحسن البصري ( 21 - 110 ه . ) . انظر ترجمته ومصادر ترجمته في " الاعلام " ج 2 / 226 - 227 .
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 183