نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 167
ويطهر نفسه من مساوئ الأخلاق وذميم الأوصاف : من الحسد والرئاء والعجب واحتقار الناس ، وإن كانوا دونه بدرجات ، والغل والبغي والغضب لغير الله ، والغش والبخل والخبث والبطر والطمع والفخر والخيلاء والتنافس في الدنيا والمباهاة بها والمداهنة والتزين للناس وحب المدح بما لم يفعل ، والعمى عن عيوب النفس والاشتغال عنها بعيوب الناس ، والحمية والعصبية لغير الله ، والرغبة والرهبة لغيره ، والغيبة والنميمة والبهتان والكذب والفحش في القول . ولهذه الأوصاف تفصيل وأدوية وترغيب وترهيب ، محرر في مواضع تخصه ، والغرض من ذكرها هنا تنبيه العالم والمتعلم على أصولها ، ليتنبه لها ارتكابا واجتنابا على الجملة ، وهي وإن اشتركت بين الجميع ، إلا أنها بهما أولى ، فلذلك جعلناها من وظائفهما ، لان العلم كما قال بعض الأكابر 1 عبادة القلب وعمارته وصلاة السر ، وكما لا تصح الصلاة - التي هي وظيفة الجوارح - إلا بعد تطهيرها من الاحداث والأخباث ، فكذلك لا تصح عبادة الباطن إلا بعد تطهيره من خبائث الأخلاق . ونور العلم لا يقذفه الله تعالى في القلب المنجس بالكدورات النفسية والاخلاق الذميمة ، كما قال الصادق عليه السلام : ليس العلم بكثرة التعلم ، وإنما هو نور يقذفه الله تعالى في قلب من يريد الله أن يهديه 2 . ونحوه قال ابن مسعود : ليس العلم بكثرة الرواية إنما العلم نور يقذف في القلب 3 . وبهذا يعلم أن العلم ليس هو مجرد استحضار المعلومات الخاصة ، وإن كانت هي العلم في العرف العامي ، وإنما هو النور المذكور الناشئ من ذلك العلم
1 - هو الغزالي في " إحياء علوم الدين " ج 1 / 43 . 2 - تقدم في الأمر الثاني من القسم الأول من النوع الأول من هذا الباب ص 149 . 3 - " إحياء علوم الدين " ج 1 / 44 .
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 167