responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 153


شر الناس العلماء السوء 1 .
وقول أبي الدرداء : ويل للذي لا يعلم مرة ، ولو شاء الله لعلمه ، وويل للذي يعلم [ ولا يعمل ] 2 سبع مرات 3 . أي إن العلم حجة عليه ، إذ يقال له : ما ذا عملت فيما علمت ؟ وكيف قضيت شكر الله تعالى ؟
وقال صلى الله عليه وآله :
إن أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه 4 .
فهذا وأمثاله مما قد أسلفناه في صدر هذا الباب وغيره أكثر من أن يحصى .
والذي أخبر بفضيلة العلم هو الذي أخبر بذم العلماء المقصرين في العمل بعلمهم وأن حالهم عند الله أشد من حال الجهال ، أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض 5 .
وأما علم المعرفة بالله تعالى ، وما يتوقف عليه من العلوم العقلية ، فمثل العالم به المهمل للعمل المضيع لامر الله تعالى وحدوده في شدة غروره ، مثل من أراد خدمة ملك ، فعرف الملك ، وعرف أخلاقه وأوصافه ولونه وشكله وطوله وعرضه وعادته ومجلسه ، ولم يتعرف ما يحبه ويكرهه ويغضب عليه ، وما يرضى به ، أو عرف ذلك إلا أنه قصد خدمته ، وهو ملابس لجميع ما يغضب به ، وعاطل عن جميع ما يحبه من زي وهيأة وحركة وسكون ، فورد على الملك ، وهو يريد التقرب منه والاختصاص به ، متلطخا بجميع ما يكرهه الملك ، عاطلا من جميع ما يحبه ، متوسلا إليه بمعرفته له ، ولنسبه واسمه وبلده وشكله وصورته ، وعادته في سياسة غلمانه ومعاملة رعيته .


1 - " إحياء علوم الدين " ج 3 / 334 ، " تنبيه الخواطر " ج 1 / 220 . 2 - زيادة لازمة من المصدر ، أعني " إحياء علوم الدين " وأيضا " حلية الأولياء " . 3 - " حلية الأولياء " ج 1 / 211 ، " إحياء علوم الدين " ج 3 / 334 ، " تنبيه الخواطر " ج 1 / 220 ، " جامع بيان العلم وفضله " ج 2 / 6 . وفي " فيض القدير " ج 5 / 510 : " قال أبو الدرداء : ويل لمن لا يعلم مرة وويل لمن علم ولم يعمل ألف مرة " . 4 - " إحياء علوم الدين " ج 1 / 3 ، ج 3 / 334 ، " تنبيه الخواطر " ج 1 / 220 ، " مجمع الزوائد " ج 1 / 185 . " كنز العمال " ج 10 / 208 ، الحديث 29099 . 5 - سورة البقرة ( 2 ) : 85 .

نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست