نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 125
مشتغلا بذكره وخدمته ، فكأنه لا يعرف الخلق ، فهذا سبيل المرسلين والصديقين ، وهو المراد بقوله صلى الله عليه وآله : سائل العلماء ، وخالط الحكماء ، وجالس الكبراء 1 . فالمراد بقوله صلى الله عليه وآله " سائل العلماء " العلماء بأمر الله تعالى غير العالمين بالله ، فأمر بمسائلتهم عند الحاجة إلى الاستفتاء ، وأما الحكماء فهم العالمون بالله الذين لا يعلمون أوامر الله ، فأمر بمخالطتهم ، وأما الكبراء ، فهم العالمون بهما ، فأمر بمجالستهم ، لان في مجالستهم خير الدنيا والآخرة ، ولكل واحد من الثلاثة ثلاث علامات : فللعالم بأمر الله : الذكر باللسان دون القلب ، والخوف من الخلق دون الرب ، والاستحياء من الناس في الظاهر ولا يستحيي من الله في السر . والعالم بالله ذاكر خائف مستحي ، أما الذكر فذكر القلب لا اللسان ، والخوف خوف الرجاء 2 لا خوف المعصية ، والحياء حياء ما يخطر على القلب لا حياء الظاهر . والعالم بالله وأمره له ستة أشياء : الثلاثة المذكورة للعالم بالله فقط ، مع ثلاثة أخرى : كونه جالسا على الحد المشترك بين عالم الغيب وعالم الشهادة ، وكونه معلما للمسلمين 3 ، وكونه بحيث يحتاج الفريقان الأولان إليه ، وهو مستغن عنهما . فمثل العالم بالله وبأمر الله كمثل الشمس لا تزيد ولا تنقص ، ومثل العالم بالله فقط ، كمثل القمر يكمل تارة وينقص أخرى ، ومثل العالم بأمر الله كمثل السراج يحرق نفسه ويضئ لغيره 4 .
1 - " تفسير كشف الاسرار " ج 2 / 88 ، " مجمع الزوائد " ج 1 / 125 ، " كنز العمال " ج 10 / 238 ، الحديث 29263 ، " تفسير الرازي " ج 1 / 181 . وفي " بحار الأنوار " ج 1 / 197 ، و ج 74 / 188 - نقلا عن " نوادر الراوندي " - : " عن موسى بن جعفر عن آبائه ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : سائلوا العلماء وخالطوا الحكماء وجالسوا الفقراء " . 2 - هكذا في جميع النسخ المخطوطة والمطبوعة ، وفي المصدر " خوف الرئاء " والظاهر أنه خطأ . 3 - ما أثبتناه مطابق لجميع النسخ المخطوطة والمطبوعة ، ولكن في المصدر : " للقسمين الأولين " بدل " للمسلمين " وأيضا في " المحجة البيضاء " ج 1 / 37 نقلا عن " منية المريد " : " للقسمين " ولعل ما في المصدر أنسب . 4 - " تفسير الرازي " ج 2 / 181 . وقال في " علم القلوب " / 23 : " قال سفيان : العلماء ثلاثة : عالم بالله وبأمر الله ، فذلك العالم الكامل ، وعالم بالله غير عالم بأمر الله ، فذلك التقي الخائف ، وعالم بأمر الله غير عالم بالله ، فذلك العالم الفاجر " .
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 125