نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 323
وقال صلى الله عليه وآله : قال موسى عليه السلام : يا رب ! أي عبادك أعز عليك ؟ قال : الذي إذا قدر عفا . 1 وروى ابن أبي عمير عن عبد الله بن سنان عن الصادق عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله في خطبته : ألا أخبركم بخير خلائق الدنيا والآخرة ؟ : العفو عمن ظلمك ، وتصل من قطعك والاحسان إلى من أساء إليك وإعطاء من حرمك . 2 والاخبار في هذا الباب كثيرة ، لا تقتضي الرسالة ذكرها . وخامسها : 3 الحسد ، وهو نتيجة الحقد ، والحقد نتيجة الغضب كما مر . والمناظر لا ينفك منه غالبا ، فإنه تارة يغلب ، وتارة يغلب ، وتارة يحمد في كلامه ، وتارة يحمد كلام غيره ، ومتى لم يكن الغلب والحمد له تمناه لنفسه دون صاحبه ، وهو عين الحسد ، فإن العلم من أكبر النعم ، فإذا تمنى أحد كون ذلك الغلب ولوازمه له فقد حسد صاحبه . وهذا أمر واقع بالمتناظرين إلا من عصمه الله تعالى ، ولذلك قال ابن عباس رضي الله عنه : خذوا العلم حيث وجدتموه ، ولا تقبلوا أقوال الفقهاء بعضهم في بعض ، فإنهم يتغايرون كما تتغاير التيوس في الزريبة . 4 وأما ما جاء في ذم الحسد والوعيد عليه فهو خارج عن حد الحصر ، وكفاك في ذمه أن جميع ما وقع من الذنوب والفساد في الأرض من أول الدهر إلى آخره ، كان من الحسد لما حسد إبليس آدم ، فصار أمره إلى أن طرده الله ولعنه ، وأعدله عذاب جهنم خالدا فيها ، وتسلط بعد ذلك على بني آدم ، وجرى فيهم مجرى الدم
1 - " إحياء علوم الدين " ج 3 / 158 ، " الجامع الصغير " ج 2 / 85 ، حرف القاف ، وشرحه : " فيض القدير " ج 4 / 501 ، الحديث 6080 . 2 - " الكافي " ج 1 / 107 ، كتاب الايمان والكفر ، باب العفو ، الحديث 1 . 3 - لاحظ " إحياء علوم الدين " ج 1 / 40 . 4 - " إحياء علوم الدين " ج 1 / 40 ، " جامع بيان العلم وفضله " ج 2 / 185 .
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 323