responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 163


بمرتبة ، فإذا كان ورعا تقيا صالحا تلبست العامة بالمباحات ، وإذا اشتغل بالمباح تلبست العامة بالشبهات ، فإن دخل في الشبهات تعلق العامي بالحرام فإن تناول الحرام كفر العامي 1 . وكفى شاهدا على صدق هذه العيان وعدول الوجدان ، فضلا عن نقل الأعيان ، الخامس : أن يكون عفيف النفس عالي الهمة منقبضا عن الملوك وأهل الدنيا ، لا يدخل إليهم طمعا ما وجد إلى الفرار منهم سبيلا ، صيانة للعم عما صانه السلف .
فمن فعل ذلك ، فقد عرض نفسه وخان أمانته ، وكثيرا ما يثمر عدم الوصول إلى البغية ، وإن وصل إلى بعضها لم يكن حاله كحال المتعفف المنقبض ، وشاهده مع النقل الوجدان .
قال بعض الفضلاء لبعض الابدال : ما بال كبراء زماننا وملوكها لا يقبلون منا ، ولا يجدون للعلم مقدارا ، وقد كانوا في سالف الزمان بخلاف ذلك ؟ فقال : إن علماء ذلك الزمان كان يأتيهم الملوك والأكابر وأهل الدنيا ، فيبذلون لهم دنياهم ويلتمسون منهم علمهم ، فيبالغون في دفعهم ورد منتهم عنهم ، فصغرت الدنيا في أعين أهلها وعظم قدر العلم عندهم ، نظرا منهم إلى أن العلم لولا جلالته ونفاسته ما آثره هؤلاء الفضلاء على الدنيا ، ولولا حقارة الدنيا وانحطاطها لما تركوها رغبة عنها . ولما أقبل علماء زماننا على الملوك وأبناء الدنيا وبذلوا لهم علمهم التماسا لدنياهم ، عظمت الدنيا في أعينهم ، وصغر العلم لديهم لعين ما تقدم 2 .
وقد سمعت جملة من الاخبار في ذلك سابقا ، كقول النبي صلى الله عليه وآله :
.


1 - " تفسير الرازي " ج 2 / 185 . 2 - " أخلاق العلماء " / 100 ، وفيه " . . . سمعت وهب بن منبه يقول لعطاء الخراساني : كان العلماء قبلنا استغنوا بعلمهم عن دنيا غيرهم ، فكانوا لا يلتفتون إلى دنياهم فكان أهل الدنيا يبذلون لهم دنياهم رغبة في علمهم فأصبح أهل العلم منا اليوم يبذلون لأهل الدنيا علمهم رغبة في دنياهم ، فأصبح أهل الدنيا قد زهدوا في علمهم لما رأوا من سوء موضعه عندهم " وعلى هذا فلعل مراد المؤلف من بعض العلماء عطاء الخراساني ومن بعض الابدال وهب بن منبه ، وجاء نظير هذا الكلام في " سنن الدارمي " ج 1 / 155 . وانظر أيضا " أخلاق العلماء " / 100 ، و " جامع بيان العلم وفضله " ج 1 / 229 ، 231 ، و " البيان والتبيين " / 453 .

نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست