نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 164
الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا . قيل : يا رسول الله ! وما دخولهم في الدنيا ، قال : اتباع السلطان ، فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم على دينكم 1 . وغيره من الأحاديث . واعلم أن القدر المذموم من ذلك ليس هو مجرد اتباع السلطان كيف اتفق ، بل اتباعه ليكون توطئة له ووسيلة إلى ارتفاع الشأن ، والترفع على الاقران وعظم الجاه والمقدار وحب الدنيا والرئاسة ونحو ذلك ، أما لو اتبعه ليجعله وصلة إلى إقامة نظام النوع إعلاء كلمة الدين وترويج الحق وقمع أهل البدع والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ونحو ذلك ، فهو من أفضل الأعمال فضلا عن كونه مرخصا ، وبهذا يجمع بين ما ورد من الذم وما ورد أيضا من الترخيص في ذلك 2 ، بل من فعل جماعة من الأعيان كعلي بن يقطين وعبد الله النجاشي وأبي القاسم بن روح أحد الأبواب الشريفة ومحمد بن إسماعيل بن بزيع ونوح بن دراج 3 ، وغيرهم من أصحاب الأئمة ، ومن الفقهاء مثل السيدين الأجلين المرتضى والرضي وأبيهما والخواجة نصير الدين الطوسي ، والعلامة بحر العلوم جمال الدين ابن المطهر وغيرهم . وقد روى محمد بن إسماعيل بن بزيع - وهو الثقة الصدوق - عن الرضا عليه السلام أنه قال : إن لله تعالى بأبواب الظالمين من نور الله به البرهان ومكن له في البلاد ، ليدفع بهم عن أوليائه ويصلح الله به أمور المسلمين ، لأنه ملجأ المؤمنين من الضرر ، وإليه يفزع ذو الحاجة من شيعتنا ، بهم يؤمن الله روعه المؤمن في دار الظلمة ، أولئك المؤمنون حقا ، أولئك أمناء الله في أرضه ، أولئك نور الله تعالى في رعيتهم يوم القيامة ،
1 - " الكافي " ج 1 / 46 ، كتاب فصل العلم ، باب المستأكل بعلمه والمباهي به ، الحديث 5 ، " بحار الأنوار " ج 2 / 36 . الحديث 38 ، نقلا عن " نوادر الراوندي " . 2 - مر آنفا بعض ما ورد من الذم ، ويأتي بعيد هذا بعض ما ورد من الترخيص في ذلك . 3 - انظر ترجمة هؤلاء الرواة الأعاظم في " معجم رجال الحديث " ج 12 / 227 - 240 ، و ج 10 / 358 - 362 ، و ج 5 / 236 ، و ج 15 / 95 - 102 ، و ج 19 / 179 - 181 ، وانظر أيضا " رجال النجاشي " / 273 ، و 102 . وللاطلاع على ترجمة وتاريخ حياة أبي القاسم بن روح راجع " الغيبة " / 223 - 241 .
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 164