نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 159
وينبت ، لان مغارس النقائص ومنابت الرذائل هي الأخلاق الذميمة في القلب ، فمن لا يطهر القلب منها لم تتم له الطاعات الظاهرة إلى مع الآفات الكثيرة . بل كمريض ظهر به الجرب ، وقد أمر بالطلاء وشرب الدواء : أما الطلاء ليزيل ما على ظاهره ، والدواء ليقلع مادته من باطنه ، فقنع بالطلاء وترك الدواء ، وبقي يتناول ما يزيد في المادة ، فلا يزال يطلي الظاهر ، والجرب دائما يتزايد في الباطن إلى أن أهلكه . نسأل الله تعالى أن يصلحنا لأنفسنا ، ويبصرنا بعيوبنا ، وينفعنا بما علمنا ولا يجعله حجة علينا ، فإن ذلك بيده ، وهو أرحم الراحمين . فصل [ 3 ] ولكن واحد منهما شرائط متعددة ، ووظائف متبددة بعد هذين 1 إلا أنها بأسرها ترجع إلى الثاني - أعني استعمال العلم - فإن العلم متناول لمكارم الأخلاق وحميد الأفعال ، والتنزه عن مساوئها ، فإذا استعمله على وجهه أوصله إلى كل خير يمكن طلبه ، وأبعده عن كل دنية تشينه . [ في التوكل على الله تعالى والاعتماد عليه ] فمما يلزم كل واحد منهما - بعد تطهير نفسه من الرذائل المذكورة وغيرها - توجيه نفسه إلى الله تعالى والاعتماد عليه في أموره وتلقي الفيض الإلهي من عنده فإن العلم - كما تقدم من كلام الصادق عليه السلام 2 - ليس بكثرة التعلم ، وإنما هو نور من الله تعالى ، ينزله على من يريد أن يهديه . .
1 - يعني الأمر الأول والثاني ، وهما إخلاص النية واستعمال العلم . 2 - في الأمر الثاني من القسم الأول من النوع الأول ، ص 149
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 159