نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 142
اشتدت مؤونة الدنيا ، ومؤونة الآخرة ، أما مؤونة الدنيا ، فإنك لا تمد يدك إلى شئ منها إلا وجدت فاجرا قد سبقك إليه ، وأما مؤونة الآخرة ، فإنك لا تجد أعوانا يعينونك عليها 1 . وأوحى الله تعالى إلى داود : يا داود لا تجعل بيني وبينك عالما مفتونا بالدنيا فيصدك عن طريق محبتي ، فإن أولئك قطاع طريق عبادي المريدين ، إن أدنى ما أنا صانع بهم أن أنزع حلاوة مناجاتي من قلوبهم 2 . وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : من تعلم علما من علم الآخرة ليريد به عرضا من عرض الدنيا لم يجد ريح الجنة 3 . فصل [ 3 ] [ في مكايد الشيطان وأهمية الاخلاص ] هذه الدرجة - وهي درجة الاخلاص - عظيمة المقدار كثيرة الاخطار دقيقة المعنى صعبة المرتقى ، يحتاج طالبها إلى نظر دقيق ، وفكر صحيح ، ومجاهدة تامة . وكيف لا يكون كذلك ، وهو مدار القبول ، وعليه يترتب الثواب ، وبه تظهر ثمرة عبادة العابد ، وتعب العالم ، وجد المجاهد .
1 - " تنبيه الخواطر " ج 2 / 146 ، رواه عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام ، عن عيسى عليه السلام . وروي عن الإمام موسى بن جعفر سلام الله عليهما في " تحف العقول " / 301 . واعلم أن قوله : " اشتدت مؤونة الدنيا . . . الخ " حديث مفرد ، وقوله : " ويل لعلماء السوء كيف تصلى عليهم النار " حديث آخر ، وخلط بينهما المصنف بحيث يوهم أنهما حديث واحد . 2 - " الكافي " ج 1 / 46 ، كتاب فضل العلم ، باب المستأكل بعلمه والمباهي به ، الحديث 4 . 3 - " السرائر " / 491 ، قسم المستطرفات ، من كتاب أبي القاسم ابن قولويه ، " مستطرفات السرائر " / 143 ، الحديث 9 ، " بحار الأنوار " ج 2 / 33 ، الحديث 28 ، نقلا عن " السرائر " .
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 142